أصبح الكثيرون يؤمنون أن المظهر أهم من المضمون وملاحقة تقليعات الموضة والعناية بالجمال والرشاقة صارت موعدا مهما في أجندة النساء والرجال اليومي و أصبح الحصول على موعد لدى الطبيب أسهل من بلوغه لدى صالون تجميل.
“لقد أنهينا مواعدنا لليوم سيدي” بهذه الجملة المقتضبة تنهي وردة اختصاصية تجميل المكالمات الهاتفية الواردة على صالونها الراقي بالعاصمة موضحة أن أغلب صالونات التجميل أصبحت تشتغل وفق نظام المواعد المسبقة وذلك لغاية ضمان جودة الخدمات المقدمة لزبناء مشددة على أن الخدمة الشخصية والخاصة بكل زبون على حدة تظل عامل جذب تجاري مهم إذ يتعين تخصيص الزمن الكافي لتلبية حاجيات كل زبون وتحسيسه بأهميته فالعناية بالوجه والشعر والأظافر خدمات قارة في قائمة عروض كل صالون تجميل مع اختلاف أسعار هذه الخدمات حسب مجموعة من المحددات المرتبطة بموقع الصالون وجودة المواد المستخدمة وكذا حرفية اليد العاملة ذلك أن مجموعة من هذه الصالونات أصبحت تستقطب عمالة آسيوية لغاية ضمان جودة الخدمات خصوصا ما يتعلق منها بالعناية بالأظافر والوجه وكذا التدليك والرشاقة لأنه أصبح في بلادنا الرجال ينفقون ما لا يقل عن 10 ألاف دينار شهريا على خدمات التجميل التي تندرج ضمن مواعدهم الأسبوعية فيما يظل هذا المبلغ قابلا للارتفاع حسب نوعية الخدمات الإضافية ذلك أن جلسة عناية بالوجه ضد التجاعيد تتراوح كلفتها بين 10 ألاف دينار و 30 ألف علما أن تطور الطلب على هذا النوع من الخدمات جذب إلى السوق علامات تجارية أجنبية خصوصا من فرنسا إذ تستقر في أحياء الراقية صالونات تجميل أوربية تسوق أحدث المستحضرات وتقنيات العناية الجديدة وتوضح وردة أن مستحضرات التجميل المستخدمة خلال جلسات العناية تمثل نسبة تتراوح بين 40 % و50 من قيمة الخدمة الأمر الذي يظهر أهمية المستحضرات التي يتم استيرادها من الخارج.
لم تعد خدمات العناية والجمال حكرا على النساء إذ أدرجت صالونات التجميل خدمات خاصة بالرجال تتشابه إلى حد ما مع تلك المقدمة إلى النساء مع اختلاف المواد المستخدمة وطريقة معالجتها فالعناية بالوجه والشعر والأظافر خدمات يقبل عليها الرجال في سياق تحول مجتمعي جديد أعاد ترتيب الأولويات ووضع المظهر وحسن الشكل والهندام في الصدارة الأمر الذي حفز الصالونات على دعـــم هذا النوع من الخدمــات الموجهــة إلى هـذه الفئة من الزبناء إذ أصبحت تمثل نسبة 45 % من رواج بعضها خصوصا الراقية منها حسب ليلى مسيرة صالون تجميل اغلب زبنائه من المسؤولين الكبار.