أبدت تقارير صحفية اسرائيلية تخوفها من التمدد الكبير الذي بدأت تقوم به إيران، على حساب كل من لبنان وسوريا، طارحة سؤالا قويا حول “من سيوقف هذه الهيمنة الجديدة”.
وقال تقرير بصحيفة “إسرائيل اليوم” الصهيونية كتبه زلمان شوفال، السفير الإسرائيلي الأسبق لدى واشنطن :” هناك دولة أخرى عالقة في زاوية أخرى من القارة هي إيران، التي تسعى لاستكمال مرحلة أخرى من خطتها لتثبيت تواجدها في سوريا، كجزء من استراتيجية شاملة لخلق مجال شيعي”، موضحا :” الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما “فتح بوابات سوريا والمنطقة كلها على مصراعيها للتسلل الإيراني؛ نتيجة للصراع المشترك ضد داعش أو انطلاقا من النية لخلق توازن مزعوم في الشرق الأوسط بين الكتلة السنية برئاسة السعودية والكتلة الشيعية بقيادة إيران”.
وواصلت الصحيفة :” رغم معارضة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “للتسلل الإيراني، لكنها لم تتخذ بعد خطوات عملية بسبب تركيزها تجاه كوريا الشمالية”، بحسب شوفال الذي أكد أن “العالم يتجاهل أن إيران يمكنها في نهاية السنوات الست المتبقية للاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول العظمى، أن تصبح قوة نووية حربية عظمى، وهي وسيلتها لتحقيق تطلعاتها في الهيمنة”، منوها :” صحيفة “نيويورك تايمز”، التي لم تخف تأييدها للاتفاق مع إيران، “بدأت في الأيام الأخيرة تبدي مؤشرات قلق بالنسبة لتهديد التوسع العدواني لإيران ودورها كمبادرة ومنفذة للإرهاب”، مشيرا إلى أنه “ينبغي إدراك أن قسم من هذا التغيير على الأقل ينبع من الميل الثابت للصحيفة لمناكفة إدارة ترامب، بما في ذلك إهماله تدخل إيران في سوريا، ولكن هذا لا يقلل من خطورة الوضع”، على حد قوله.
وتابع السفير الاسرائيلي السابق :” حتى الآن يبدو أن إدارة ترامب مستعدة للتنازل عن سوريا في صالح روسيا.. ولكن على واشنطن أن تفهم المعنى الحقيقي لهذا، فأي تنازل سيكون لصالح الإيرانيين.. وفي حال لم تعد لواشنطن مصلحة في سوريا.. فإن إيران هي التي ستهيمن في دمشق”، مؤكدا :” صحيح أن لروسيا ما تقوله في هذا السياق، ومصلحة موسكو بالنسبة لدمشق هي أساسا في سياق قواعدها العسكرية والتطلعات الجغرافية ء السياسية لحليفتها الإستراتيجية إيران، والتي لا تعتبرها روسيا عائقا لها من هذه الناحية”، وفق ما ورد في مقال “نيويورك تايمز”، ناقلا عن ذات الصحيفة قولها :” إيران تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط من خلال “مفاعل” عربي (حزب الله) يشرف على شبكة متفرعة أقامتها طهران في كل المنطقة، بما في ذلك سوريا، العراق واليمن إضافة إلى لبنان، من أجل تحقيق أهدافها”.
وختمت “إسرائيل اليوم” تقريرها بالقول :” رغم أن سوريا تقع تحت سيطرة عائلة بشار الأسد العدو اللدود لإسرائيل ، إلا أن حكام دمشق عرفوا في الماضي بأن استفزازنا (إسرائيل) من شأنه أن يكلفهم حكمهم، وأما الآن وبسبب رعاية إيران للأسد فإن هذا الواقع من شأنه أن يتغير بسرعة”.