شنت العديد من المنابر الاعلامية الأوروبية هجوما كبيرا على المغرب، بسبب تورط مواطنين من أصل مغربي في هجوم برشلونة، إذ قالت أن البلد العربي هو السبب الأول والأخير في تصدير الارهاب والارهابيين لاسبانيا، محملة الرباط مسئولية ذلك.
وأبدى مصدر من داخل الخارجية المغربية تفهمه من حالة الغضب التي سادت الأوساط الأوروبية وهو ما جعل الاتهامات تصب في اتجاه الرباط للوقوف وراء هذا الأمر، متابعا :” أول هذه العوامل الذاتية، نجد الإحساس بالتهميش الذي يعانيه مجموعة من الشباب المسلم الأوربي خصوصا مع انعدام رؤية مستقبلية اجتماعية مطمئنة، ومع غياب سياسة تدبير ناجعة للقضايا الهوياتية، الثقافية والدينية، فضلا عن تفاقم ظاهرة العنصرية وكراهية الأجانب في بعض المجتمعات الأوربية وهذا ما يدل عليه تصاعد مد الأحزاب اليمينة المتطرفة”.
وواصل المتحدث نفسه :” أمام هذا الوضع، نجد أن العديد من الشباب الأوربي المسلم يصطدم بعدة إشكاليات اجتماعية، من بينها الفشل الدراسي والبطالة، وهو الأمر المؤدي نحو الجريمة والانحراف، ما يقودهم إلى السجون، حيث نجد أيضا سيطرة لعدد من الجماعات الإسلامية الراديكالية على أسوارها”، مشددا :” إن قراءة بروفايلات منفذي العمليات الإرهابية الأخيرة في أوربا، تقود إلى أن جذورهم مغاربية من المغرب، الجزائر، تونس وليبيا. شباب لا يربطهم بالمنطقة المغاربية سوى أصول آبائهم، أو أجدادهم. وفي الغالب هؤلاء الشبان يكونون في أوساط مهمشة داخل أوربا، فشلوا في دراستهم، وجزء منهم يكون له ماض في الجريمة والانحراف”.
وأوضح المسئول المغربي :” على سبيل المثال، فالأحداث الإرهابية في باريس بتاريخ 13 نوفمبر 2015، نفذها شباب أوربي يحملون جنسيات بلجيكية وفرنسية، وهي جنسيات البلدان التي كبروا فيها. فـ”إسماعيل عمر” مثلا فرنسي من أصول جزائرية، سامي عاميمور نفس الشيء، وفؤاد محمد أكاد، فرنسي من أصول مغربية، إبراهيم عبد السلام نفس الشيء، وعبد الحميد أباعوض، الرأس المدبر لهجمات بوركسيل بلجيكي من أصول مغربية”، مفيدا :” في حالة هجمات برشلونة الأخيرة، نجد أن الخلية المنفذة تتكون من 12 شخصا تتراوح أعمارهم بين 17 و44 سنة، وهؤلاء جميعهم من أصول مغربية، لكنهم كبروا وترعرعوا في إسبانيا ودرسوا في مؤسساتها التعليمية”.
وذكر الديبلوماسي المغربي :” هذه المعطيات تفند ما تذهب إليه بعض وسائل الإعلام الأوربية، والتي تربط المنفذين بأصول دول آبائهم وهو الأمر الذي لا يستقيم، وهو أمر يدخل في إطار شيطنة هذه الدول، وفي تقديرنا فإن هؤلاء الإرهابيين الأوربيين الذين نتحدث عنهم هم نتاج خالص للوضع الاجتماعي الذي كبروا وعاشوا فيه في تلك الدول الأوربية المعنية”، مستنتجا :” محاولة ربط المغرب بالظاهرة الإرهابية في أوربا لا يعدو أن يكون سوى هروب من قضية أساسية، تتمثل في كون تطرف شباب أوربي راجع إلى فشل سياسات الإدماج المرتبطة بالقضايا الهوياتية، والإشكاليات السوسيواقتصادية التي يعانيها هؤلاء الشباب، كما يعانون من إحساس (لفظهم) من طرف مجتمعاتهم، وهو ما يجعل من ارتمائهم في أحضان الفكر المتطرف أمرا ممكنا، فعوض أن تركز وسائل الإعلام على استقراء ما وقع في برشلونة مثلا بناء على هذه المعطيات، فضلت أن تلصق التهمة بطرف آخر عبر إجراء مقابلات مع أقارب بعيدين جدا عن منفذي الهجمات، من بينهم أجدادهم الذين لا علاقة تربطهم بالإرهاب ويعيشون في سلام داخل قراهم”.