ساعات قليلة بعد نشره على موقعها الرسمي وصفحاتها الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، قامت قناة العربية بحذف لقاءها الأخير مع المعارض التركي فتح الله كولن، المتهم الأساسي في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة والتي عرفتها تركيا مؤخرا.
فجاءت القناة متابعيها بحذف اللقاء الذي أجرت مع كولن، خصوصا أنها لم تذكر أية أسباب وراء هذا الحذف، فيما قال أنصار فتح الله كولن إن القناة السعودية تعرضت لضغوط أجبرتها على ذلك.
من جهة أخرى تعرضت القناة لحملة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي لاتهامها بالتطبيع مع ” جماعة الخدمة ” أو ” الكيان الموازي ” كما يسميها لنظام التركي وذلك نكاية في استضافة قناة الجزيرة مرتين للرئيس التركي الطيب رجب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة مرة على قناة الجزيرة تركيا ومرة على قناة الجزيرة باللغة العربية.
واعتبر ناشطون سعوديون أن القناة لا تمثل توجه الشعب الذي يقف بجانب تركيا الدولة المنتصرة وأنها كانت تريد تلميع المعارض التركي أحد حلفائها بعد الاشتباه في تورطه في دعم انقلاب عسكري على حكومة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان، هذا في الوقت الذي طالب فيه المتتبعون خروج القناة ولمواجهة الجمهور وتفسير ماذا حدث بالضبط وكيف أنها قامت بلقاء مع شخص مطلوب في العدالة وحذفت اللقاء بعد ذلك في ساعات قليلة.
وكان فتح الله كولن قد قال في لقائه مع العربية قد أكد نفيه ورفضه الاتهام الموجه له من طرف الحكومة التركية بالإعداد للانقلاب العسكري الفاشل بعد اختراقه للعديد من مؤسسات الدولة عن طريق ” مريديه “، حيث قال أن النظام الحالي خائف، لذلك يقوم بإسكات جميع الأصوات المعارضة ويصادر الصحف والقنوات ويعتقل جميع من يخالف الرواية الرسمية، مضيفا أن القيادة التركية تعاقب كل صور نزيه وشريف بالسجن أو النفي والإبعاد، ما جعل تركيا الحالية تخلو من كل صوت شريف يستطيع التعبير عن فكره ومشاعره بصدق وحرية دون أن يكون مهددا.
وأفاد كولن أن القيادة التركية تعلم جيدا أنها قامت بارتكاب فظائع وجرائم لو اطلع عليها الرأي العام لكان ذلك ضربة قاضية لكل ما يقلوه أردوغان ويدعيه، مؤكدا في نفس الوقت أن سيناريو الانقلاب تم إعداده من طرف أردوغان مع القوميين اليساريين المتطرفين داخل الجيش من أجل تصفيه جميع المعارضين.
هذا وشهد الإنقلاب العسكري تغطيتين متناقضتين ما بين شبكة الجزيرة القطرية التي كانت تؤيد النظام التركي والرئيس الطيب أردوغان وبين قناة العربية التي اتهمها متابعون بدعم الانقلاب إعلاميا محاولة تسويقه داخل العالم العربي.
وكانت القناة السعودية قد تعرضت لانتقادات عديدة حول تغطيتها للحدث خصوصا بعد أن كانت إحدى المقدمات بالقناة قد قالت في نشرة إخبارية ” الانقلاب العسكري في تركيا، ” للأسف ” لم ينجح ” وهو ما دفع مدير القناة إلى الخروج عبد تويتر للتأكيد على أن التغطية الإخبارية ليس لها علاقة بالسعادة والحزن وأن القناة كانت تقوم بعملها فقط لا غير.