نفى الملك المغربي محمد السادس، ما قيل حول استثمار المغرب في القارة الافريقية ونسيان الشعب في الظل الوضع السياسي الصعب الذي تعيشه البلاد.
محمد السادس وفي خطابه يوم أمس في ذكرى “ثورة الملك والشعب” بالمغرب، أكد أن التعاون مع القارة الافريقية ساعد المغرب في الكثير من قضاياه الخارجية، مؤكدا أن التعاون سيساعد الشعوب قبل الحكومات في التقدم نحو غد أفضل.
وقال الملك المغربي :” نؤكد على أن التزام المغرب بالدفاع عن قضايا ومصالح أفريقيا ليس وليد اليوم. بل هو نهج راسخ ورثناه عن أجدادنا، ونواصل توطيده بكل ثقة واعتزاز”، معتبرا أن هذا الأمر له علاقة بثورة الملك والشعب، إذ أفاد :” ثورة الملك والشعب تعتبر أكثر من ملحمة وطنية خالدة، جمعت ملكا مجاهدا، وشعبا مناضلا، من أجل استقلال المغرب، وعودة ملكه الشرعي، وشكلت محطة مشرقة في تاريخ المغرب تجاوز إشعاعها وتأثيرها حدود الوطن، ليصل إلى أعماق أفريقيا،هذه الثورة ألهمت بشكلها الشعبي التلقائي وبقيم التضحية والوفاء التي قامت عليها حركات التحرير بالمغرب الكبير وبأفريقيا من شمالها إلى جنوبها، وعمقت الوعي والإيمان بوحدة المصير، بين المغرب وقارته، بداية من الكفاح المشترك، من أجل الحرية والاستقلال، ثم في بناء الدول الأفريقية المستقلة على أساس احترام سيادة بلدانها ووحدتها الوطنية والترابية”، موضحا :” “استلهاما لمعاني وقيم هذه الثورة المجيدة لم يكن غريبا أن يتخذ المغرب، منذ بداية الاستقلال، مواقف ثابتة، ومبادرات ملموسة لصالح أفريقيا”.
وتحدث العاهل المغربي عن عودة المغرب إلى إفريقيا بعد سنوات من المقاطعة، إذ قال :” توجه المغرب نحو أفريقيا لم يكن قرارا عفويا، ولم تفرضه حسابات ظرفية عابرة، بل هو وفاء للتاريخ المشترك، وإيمان صادق بوحدة المصير، وثمرة تفكير عميق وواقعي تحكمه رؤية استراتيجية اندماجية بعيدة المدى، وفق مقاربة تدريجية تقوم على التوافق”، مؤكدا :”السياسة القارية للمغرب ترتكز على “معرفة دقيقة بالواقع الأفريقي، أكدتها أكثر من خمسين زيارة قمنا بها لأزيد من تسع وعشرين دولة، منها أربع عشرة دولة، منذ أكتوبر الماضي، وعلى المصالح المشتركة، من خلال شراكات تضامنية رابح /رابح، رجوع المغرب إلى المؤسسة الأفريقية يعتبر نجاحا كبيرا لتوجهنا الأفريقي رغم العراقيل التي حاول البعض وضعها في طريقنا. وهو أيضا شهادة من أشقائنا الأفارقة على مصداقية المغرب ومكانته المتميزة لديهم”.
وشكر محمد السادس قادة الدول الافريقية على موافقتهم على انضمام المغرب إلى الاتحاد الافريقي كعضو كامل العضوية، إذ قال :” هذه المنظمة هي امتداد طبيعي للاتحاد الأفريقي، وأن انضمام المغرب إليهما سيساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي، والنهوض بالتنمية البشرية بالقارة، إنه قرار سياسي تاريخي، يشكل علامة بارزة، على درب تحقيق الاندماج الاقتصادي، الذي لا يمكن تصوره إلا كنتاج لكل التكتلات الإقليمية، خاصة في سياق أصبحت فيه التجمعات الجهوية قوة وازنة في السياسة الدولية”، مؤكدا :” لمملكة المغربية ستعمل، من موقعها داخل المجموعة، على إرساء دعائم اندماج حقيقي في خدمة أفريقيا، وتحقيق تطلعات شعوبها، إلى التنمية والعيش الكريم، في ظل الوحدة والأمن والاستقرار”.