كشفت صحيفة “ميدل إيست آيت” البريطانية نقلا عن عضو سابق في تنظيم طالبان، أن الأخيرة كان ستفتح مكتبا لها في العاصمة السعودية الرياض، قبل أن ينتهي بها المطاف في العاصمة القطرية الدوحة.
وأفادت الصحيفة :” الانتقادات التي توجهها دول الحصار لقطر بسبب استضافة مكتب لحركة طالبان تأتي على الرغم من أن السعودية حاولت استضافة المكتب ذاته”، مضيفة :” لقد حاولت المملكة العربية السعودية، استضافة مكتب ارتباط لحركة طالبان لكنها أخفقت في ذلك، حسبما صرح به إلى موقع “ميدل إيست آي” مجاهد سابق من المجاهدين العرب كان قد لعب دوراً مهماً في عملية السلام في أفغانستان”.
وواصلت “ميدل إيست آي”: “كما قال عبد الله أنس إنه تملكته الحيرة حينما سمع بمزاعم دولة الإمارات العربية المتحدة وحلفائها في الرياض بأن قطر تدعم التطرف الإسلامي من خلال استضافة مكتب لطالبان في الدوحة،وكان سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة قد قال: “لا أظن أنه من باب المصادفة أن تجد داخل الدوحة قيادة حماس، وأن تجد سفارة لطالبان، وأن تجد قيادة الإخوان المسلمين”.
ونقل التقرير عند عبد الله أنس، العضو في طالبان تصريحا قال فيه :””إذا كانت قطر تستضيف طالبان من أجل إجراء محادثات هدفها التوصل إلى مصالحة بين الفصائل المتحاربة في أفغانستان، فتلك مبادرة بدأت في المملكة العربية السعودية قبل غيرها. كما أجريت جولات من المحادثات في الإمارات أيضاً. ولذلك، إذا كانت قطر تتهم باستضافة الإرهابيين، فهناك من استضاف نفس الإرهابيين قبل ذلك”، معلقة :” ما من شك في أن عبد الله أنس من العارفين في هذا الشأن، فقد كان هو صاحب فكرة البدء بالعملية من خلال سلسلة من الزيارات التي قام بها إلى أفغانستان وإلى المملكة العربية السعودية ما بين عام 2006 وعام 2007″.
وذكرت الصحيفة قصة حياة عبد الله أنس، إذ أفادت :” بدأت المهمة السلمية لعبد الله أنس في عام 2006. ويذكر أن هذا الجزائري قد غادر أفغانستان في عام 1993 بعد أن أمضى عشرة أعوام في قتال الروس إلى جانب أحمد شاه مسعود، كان والد زوجته، الشيخ عبد الله عزام، قد شارك في تأسيس مكتب الخدمات الأفغانية بالاشتراك مع أسامة بن لادن. وكانت مهمة مكتب الخدمات هي جمع الأموال وتجنيد المجاهدين الأجانب والإنفاق عليهم أثناء مشاركتهم في الحرب ضد السوفيات”، مضيفة :” إلا أن الحرب في أفغانستان فقدت معناها بالنسبة لعبد الله أنس بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وباتت تتغذى من قبل خطابين لم يكونا يعنيان شيئا بالنسبة للأفغانيين: حرب جورج بوش على الإرهاب وجهاد ابن لادن ضد الصليبيين، لتنقل تعليق صاحب القصة :”أمان رأيتهما في مخيلتي تنتحبان، أم في أفغانستان تبكي ابنها الذي أعيد إليها في تابوت وأم أخرى في أوروبا تبكي على ابنها الذي أتاها هو الأخر محمولا في تابوت. لا تعرف أي من الأمين فيم قتل ابنها ولماذا.
أنا على يقين من أنك إذا سألت امرأة في أفغانستان إذا ما كانت تعرف القاعدة أو أسامة بن لادن، فستكون إجابتها: ما هذا الذي تتكلم عنه؟ هل هو نوع من الطعام؟ وإذا ما سألت الأم الأوروبية أو الأمريكية: هل تعرفين ما هي هذه الحرب التي تشن على الإرهاب، لما وجدت لديها أدنى فكرة عن ذلك”.