أفادت صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية إن السلطات السعودية تريد مسح تاريخ منطقة العوامية الشيعية التي تعيش على وقع توترات كبيرة في الفترة الأخيرة، ناتجة عن رغبة الدول الخليجية في تغيير العنصر الثقافي في المنطقة.
وقالت الصحيفة :” منطقة العوامية هي أكثر منطقة يحدق بها خطر الاندثار، حيث تسعى السعودية إلى الضغط عليها من الناحية العسكرية؛ لطمس هويتها”، مضيفة :” سكان منطقة العوامية يشهدون اليوم اندثارا تدريجيا لتاريخ منطقتهم؛ بسبب الممارسات العسكرية التي تفرضها عائلة آل سعود. في الواقع، تعدّ هذه المنطقة ذات أهمية تاريخية وإستراتيجية كبيرة بالنسبة للمملكة. ويعود الفضل في ذلك إلى موقعها الجغرافي، وتاريخها الديني والثقافي، الذي من شأنه أن يجعلها هدفا واضحا لعائلة آل سعود، شأنها شأن العاصمة اليمنية صنعاء”.
وواصل التقرير الايطالي :” منطقة العوامية، الواقعة في محافظة القطيف على مقربة من الساحل الشرقي للبلاد، تعيش على وقع “غضب” عائلة آل سعود، منذ أوائل سنة 2017. فمنذ عدة أشهر، أمرت الرياض بفرض الحصار على كافة أراضي المنطقة، التي تتضمن العديد من المواقع الأثرية التي تشهد على ديناميكيتها التاريخية، فضلا عن هدم المنازل والمساجد في مركزها التاريخي “المصارة”، مشيرا :” المركز التاريخي، المصارة، لا يعدّ فقط من أهم المعالم التاريخية التي تتميز بها المحافظة، بل ينم أيضا عن مجموعة كبيرة من الأدلة التاريخية التي تثبت عراقة العوامية وأهميتها. أما اليوم، فيبدو أن هذه المدينة دمرت بالكامل بسبب التفجيرات”.
وأوضحت الصحيفة :” الرياض تسعى إلى تدمير معالم مدينة العوامية؛ قصد إعادة إعمارها بالمساكن الحديثة، وبعلّة العمل على توفير وسائل الراحة المتطورة لفائدة سكانها، وذلك وفقا لما نصت عليه الوثائق الرسمية. ولتحقيق مبتغاها، أوكلت الرياض مهمة إعادة تهيئة المصارة إلى الشركات الخاصة، التي ستقوم بدورها بتشييد منازل جديدة ومركز تسوق، على الرغم من رفض السكان ومقاومتهم”، مضيفة :” لسلطات المركزية السعودية شرعت في تنفيذ مخططها بطريقة غير مباشرة وغير مشكوك فيها، تمثلت في تعيين موظفين في تلك المنطقة؛ لبدء أشغال إمدادات المياه والكهرباء، قبل إرسال الفرق الأمنية وانطلاق عمليات الهدم”.
وقالت الصحيفة الإيطالية إنه على وقع هذه التطوارت، قام العديد من السكان من مغادرة منازلهم والذهاب إلى أماكن أخرى، معلقة :” السلطات السعودية مقاومة من بعض السكان، الذين رفضوا ترك منازلهم لاستكمال الأشغال؛ وهو ما دعا الرياض إلى فرض الحصار، والإقدام على خطوة الترحيل القسري، التي لا تزال جارية”
وختمت الصحيفة بالقول :”هذه الوثائق الرسمية تقبع رغبة دفينة في ضرب الأقلية الشيعية الموجودة هناك. في الحقيقة، لا تقل عمليات الهدم ألتي نفذتها الرياض لمعالم يعود تاريخها إلى خمسة قرون وحشية عن العمليات التدميرية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في كل من تدمر وأفغانستان”.