على إثر العثور على جثة امرأة وسط الأحراش بالبليدة، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في الواقعة لتحديد ملابسات الوفاة الغامضة، وتوصل المحققون إلى تحديد هوية الهالكة البالغة 31 سنة وتم الاتصال بعائلتها، وتبين أن هذه الأخيرة خرجت يوم الواقعة في ساعة مبكرة من أجل التنقل إلى ولاية الأغواط لزيارة زوجها المتواجد بالمؤسسة العقابية ومن يومها لم يظهر لها أثر، وتبعا للتحريات تبين أن السيدة توجهت للقاء المتهم الذي يعمل بإحدى ورشات البناء وبينما هي برفقته أصيبت بأزمة قلبية مفاجئة، توجه إثرها المتهم لطلب المساعدة من اجل نقلها للمستشفى، غير أن “الكلونديستان” رفض بعدما اتضح له أن الفتاة متوفاة، فلم يجد المتهم من طريقه ليتخلص من الجثة غير نقلها على متن عربة بناء “برويطة” والتوجه بها إلى أحد بساتين الحمضيات المجاورة وألقاها وسط الأحراش، وهو ما أثبته تقرير الطب الشرعي، حيث أثبت أن وفاة الفتاة كانت طبيعية وليست جريمة، حيث تعرضت لنوبة مفاجئة كونها تعاني من مرض القلب ما أودى بحياتها.
فيما قضت محكمة العفرون بالبليدة بتوقيع عقوبة أربع سنوات سجنا نافذا في حق الشيخ الستيني الذي تخلى عن سيدة في الثلاثينات من العمر كانت برفقته، حيث توفيت إثر نوبة قلبية مفاجئة وبدل إسعافها وإبلاغ الجهات المختصة قام بإلقاء جثتها وسط الأحراش ببساتين الحمضيات لدرء الفضيحة.
و تفاصيل القضية تعود لتاريخ 8 نوفمبر الفارط لما كان احد التلاميذ بصدد التوجه إلى المدرسة صباحا وفي طريقه وتحديدا بالمكان المسمى “حوش لمبيزة” بموزاية غرب البليدة، تفاجأ بوجود امرأة ملقاة وسط الأحراش بمجرى للمياه ليعود أدراجه مرعوبا ليخبر والدته وتم إخطار الجهات الأمنية والتي انتقلت إلى مزرعة محمد بوشناق مكان العثور على الضحية، أين كشفت المعاينة الأولية أن المرأة قد فارقت الحياة مع وجود كدمات بجسدها ليتم إيداعها مصلحة حفظ الجثث في انتظار عرضها على الطبيب الشرعي لتشريحها.
و المتهم وخلال جلسة المحاكمة صرح أنه خاف الفضيحة وبدل إبلاغ المصالح المختصة لإسعاف الفتاة ونقلها لم يجد من وسيلة غير إبعاد جثتها عن مكان عمله لدرء التهمة عنه، وهي الأفعال التي على أساسها تم توقيع عقوبة أربع سنوات سجنا نافذا في حقه، مع الأمر بإيداعه رهن الحبس من الجلسة مباشرة وإدانة “الكلونديستان” المتابع بجنحة عدم الإبلاغ بعام حبسا غير نافذ.