يبدو أن المملكة العربية السعودية لا تمر حاليا بأحسن حالاتها على المستوى الخارجي على الأقل، بسبب تطورات الأزمة القطرية ومحاولة السعودية تقوية نفسها في المنطقة بتجديد البيعة للولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت صحيفة “الإندبندنت” في تقرير لها :” بعض المساجد الممولة من السعودية في بريطانيا هي أخطر من الكثير من المساجد في السعودية، وقد عانت بريطانيا بسبب هذا الأمر، وشاهدنا السعودية وهي تنشر الوهابية المتطرفة في مناطق أخرى من العالم، وكيف تركت أثرها الضار بسبب ذلك” ، معرجة على الأزمة القطرية:” السبب الرئيسي وراء المواجهة المرّة بين هذا التحالف وقطر، هو علاقة الدوحة القريبة مع إيران، التي تعد منافسة السعودية في المنطقة، بالإضافة إلى دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي تثير مقت الرياض”، لافتهة :” هناك تخوف دوليا لما سيحدث بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، حيث سيتفرق عشرات الآلاف من الجهاديين، ويعود تنظيم القاعدة من جديد، مشيرة إلى أنه “يلوح في الأفق الظل المؤذي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أدت حماقاته دورا في الأزمة”.
وأوضح التقرير :” ترامب تفاخر كيف ساعد السعودية على أفعالها ضد قطر، وكتب تغريدة جاء فيها: “في أثناء زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط، قلت لن يكون هناك أي تمويل للأيديولوجية الراديكالية، وأشار القادة إلى قطر”، حيث كانت الزيارة إلى الرياض من أجل بيع السلاح لدول الخليج، ووقعت السعودية وحدها صفقات سلاح بقيمة 110 مليارات دولار”، مفيدا :” عندما كان ترامب هناك، فإنه هاجم بشكل متكرر إيران، حيث زعم أنها “تمول وتسلح وتدرب المليشيات التي تنشر الفوضى والدمار”، وهاجم الملك سلمان أيضا إيران، واصفا إياها بأنها “رأس الإرهاب”.
وواصلت الصحيفة البريطانية :” هناك إجماعا بين المراقبين بأن السعودية رأت في تعليقات ترامب ضوأ أخضر لتهاجم قطر، حيث وضعت سلسلة من المطالب، التي كانت تعرف أنه لن يتم الاستجابة لها، وتبعتها بسلسلة من الإجراأت العقابية، ورفضت قطر الاستسلام، وفشل السعوديون بالحصول على دعم دولي واسع لدعم موقفهم”، مبينة :” وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين جيمس ماتيس وريكس تيلرسون، اللذين شعرا بالذعر من تصريحات ترامب، رفضا بشكل لافت هذه التصريحات، وثمنا دولة قطر بصفتها دولة حليفة، وعبرا عن دعمهما لموقفها، منوهة إلى أن المسؤولين البارزين في واشنطن أشاروا إلى الدعم الطويل الذي قدمته السعودية للإرهاب، حيث أكد السيناتور الجمهوري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بوب كوركر، المعروف بمواقفه المتشددة من إيران، بنوع من الوضوح أن “حجم الدعم الذي قدمته السعودية للإرهاب يتقزم مع حجم الدعم الذي تقدمه قطر”.
وكانت قطر قد قالت أنها سترسل وفدا على مستوى عالي للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيرالي حسن روحاني لولاية ثانية ، إذ قال رئيس وزراء قطر الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني:” لن ننسى إنجازات الجمهورية الإسلامية في إيران وفي وقت الحصار ونقدّر هذا”.
ونقلت الصحيفة عن رضا رحيمي وهو من لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني، قوله :” المجلس يريد التأكيد، لدينا مئة دولة ممثلة، وهذا الأمر سيرسل رسالة واضحة للعالم، في وقت تحاول فيه أمريكا مرة أخرى التحرك ضد إيران”.