الكثير من الأسر الجزائرية أصبحت تعيش رعبا حقيقيا بسبب انتشار حملة “استري روحك”، على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يقوم أصحابها بالتقاط صور لنساء وفتيات على شاطئ البحر بثياب السباحة أو بملابس عادية دون علم هؤلاء النسوة ، ليتم نشرها وتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والغريب في الأمر أن أصحاب حملة “استري روحك” يعتقدون أنهم حماة الفضيلة ويحاربون الفساد رغم أن ما يقومون به هو نشر الرذيلة فقد أصبح ضعاف النفوس يبحثون عن تلك الصور كأنهم يبحثون عن موقع إيباحي يستمتعون وهم ينظرون إلى عورات بنات ونساء وطنهم ومنهم من يتشفى عندما يرى صورة لبنت جيرانه فيحمل الصورة ويقوم بنشرها على واتساب وكل ما انتشرت الصورة كلما كبر الحساب البنكي للسيئات للشخص الذي التقط الصورة.
رُوِي عن بعض السلف الصالح أن احد الصالحين قال: أدركت قومًا لم يكن لهم عيوب، فذكروا عيوب الناس، فذكر الناس عيوبهم، وأدركت قومًا كانت لهم عيوب، فكفُّوا عن عيوب الناس فنُسِيت عيوبهم. وشاهِدُ هذا حديث أبي بَرْزَةَ رضِي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم أنه قال : ((يا معشر مَن أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتَّبعوا عوراتهم؛ فإنه مَن يتبع عثرات أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)). ومعنى الستر هنا عامٌّ لا يتقيَّد بالستر البدني فقط، أو الستر المعنوي فقط، بل يشملهما جميعًا، فمَن ستَر مسلمًا ستَرَه الله في الدنيا والآخرة؛ ستَر بدنه كأن رأى منه عورة مكشوفة فستَرَها، أو رأت امرأة شيئًا من جسد أختها مكشوفًا غير منتبهة إليه فغطَّته، وستره معنويًّا فلم يظهر عيبه، فلم يسمح لأحدٍ أن يغتابه ولا أن يذمَّه، مَن فعل ذلك ستَرَه الله في الدنيا والآخرة، فلم يفضحه بإظهار عيوبه وذنوبه ومن فضح الناس وكشف عوراتهم سيفضحه الله و لو كان في وسط منزله مخفيا من الناس.
في الأخير أقول لأصحاب حملة “استري روحك” انه مهما طال الزمان أو قصر فكونوا متأكدين انه هناك عدالة إلهية فكما فضحتم عورات بنات الناس سيأتي زمان لتفضح فيه عورات بناتكم فالبر لا يبلى والذنب لا ينسى و الديان لا يموت افعل ما شئت فكما تدين تدان.