قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، واسعة الإنتشار إن تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية تعيش وضعية صعبة داخليا، تزامنا مع سفرها إلى قمة العشرين بمدينة هامبورغ الألمانية، وذلك بسبب رفض نشر تقارير تدين المملكة العربية السعودية بدعم الإرهاب.
وأفاد التقرير :”قادة المعارضة البريطانية، وبينهم زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين تيم فارون، وزعيمة حزب الخضر كارولين لوكاس، وزعيم الحزب الوطني الاسكتلندي إيان بلاكفورد، دعوا ماي لاستخدام مناسبة انعقاد القمة، وممارسة الضغط على هذه الدولة الخليجية”، موردة عن ماي قولها :”كما نحرم الإرهابيين من المكان للعمل في الميدان، يجب أن نتفوق على أساليب الإرهابيين وهم يحاولون التخطيط لضرب أهداف ضعيفة، وزيادة الهجمات الملهمة، علينا أن نواجه التهديد من كل زاوية، ويشمل ذلك اتخاذ خطوات ضد البيئة التي تسمح بتمويل الإرهاب ومراقبة نشر المقاتلين من المعركة”.
وتابعت الغارديان :”رئيسة الوزراء البريطانية ستعقد اجتماعا ثنائيا يوم السبت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لمناقشة التهديد الكوري الشمالي، وستثير معه موضوع خروج أمريكا من معاهدة المناخ في باريس، مستدركا بأن فريق ماي لم يضمّن المعاهدة ضمن الموضوعات التي سيتم التباحث فيها، وهي الهجرة، والإرهاب، والعبودية الحديثة، والاقتصاد”، مفيدا :” ماي ستلتقي مع الرئيس الصيني تشي جينبينغ في مساء الجمعة، بالإضافة إلى لقاء آخر مع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي يوم السبت، مشيرين إلى أن مصار في 10 داونينغ ستريت قالت إن الدعوة لمواجهة التمويل الإرهابي هي “جزء من خطة شاملة، للرد على الهجمات الجبانة التي ارتكبت في لندن ومانشستر هذا العام”.
وذكرت الصحيفة :”ماي ستركز على تحسين المعايير لمواجهة المجالات التي يمكن للإرهابيين استغلالها لتمويل العمليات الإرهابية، بما في ذلك إنشاء شراكات بين القطاعين العام والخاص، وتقوية التعاون بين قوات الأمن والمصارف الرئيسية”، مؤكدة :”ماي ستدعو قادة العالم للعمل مع القطاع الخاص؛ لتطوير أساليب وتكنولوجيا قادرة على تحديد تدفق الأموال التي يشك في مصدرها، وملاحقة الأفراد العائدين من سوريا والعراق، حيث تقول مصادر إن التعرف على أشكال العقود المالية قد يساعد على تحديد هوية الأفراد”.
لكن التقرير المثير استدرك بالقول :”ماي ليست مهتمة بالحديث عن التهديد الذي تمثله دولة بعينها، مثل السعودية، رغم اعتبار تقرير لجمعية هنري جاكسون، أنها الممول الأول لنشاطات التطرف في بريطانيا، وبأنها أنفقت مليارات الدولارات على نشر الفكر الوهابي المتطرف وأدبياته، وتدريب الأئمة من بريطانيا وحول العالم”، منوها :” هنالك تقرير أعدته الحكومة حول مصادر التمويل للتطرف، الذي كشف أن السعودية هي الممول الأكبر للتطرف، إلا أن الحكومة، التي من المفترض أن تنشر التقرير العام الماضي، أجلت نشر التقرير، وربما لن تنشره أبدا؛ بسبب المخاوف من إغضاب السعودية”.
ووجهت الغارديان إتهامات مباشرة لماي بعدم رغبتها في تضييق الخناق على التمويلات السعودية، إذ شددت :”لو كانت تيريزا ماي جادة بقطع مصادر التمويل والدعم الأيديولوجي للإرهاب، فعليها أن تصدر التقرير، الذي ترفض نشره، حول تمويل التطرف في بريطانيا، وتقوم بالحديث صراحة مع السعوديين، وليس احتضان السعوديين والحلفاء من دول الخليج”، مؤكدة دور بريطانيا في الأزمة الخليجية :”بريطانيا تحاول عمل وساطة بين اثنتين من أقرب حلفائها في الشرق الأوسط، وهما السعودية وقطر، وعرضت تخصيص جهود أخرى من أجل ملاحقة تدفق التمويل الإرهابي، لافتين إلى أن ألمانيا عرضت الأمر ذاته، وذلك في أثناء زيارة وزير الخارجية سيغمار غابرييل”.