افتتحت يو الأحد بمتحف الفنون المعاصرة وسط مدينة وهران الجزائرية, فعاليات الدورة الرابعة للبنيالية المتوسطية للفن المعاصر , بمشاركة زهاء 200 عمل فني يحكي قصص و معاناة النازحين و حنين اللاجئين للعودة الى الوطن و خبابا الهجرة السرية رحلة المصير المجهول, من توقيع أكثر من 40 فنانا تشكيليا و مبدعا في الفنون البصرية الحديثة من الجزائر و حوالي 20 أخرين من تونس واسبانيا و فرنسا , سويسرا وتركيا و أمريكا , وتتواصل الى غاية 31 من شهر يوليوز الجاري
ويحل في هذه الطبعة التي تتزامن مع احياء الذكرى ال55 لاسترجاع السيادة الوطنية ثلاثة رسامين جزائريين ساهموا بابداعاتهم في خدمة الفن التشكيلي الجزائري بصفة عامة, من بينهم المغتربة الجزائرية زينب سديرة المقيمة بلندن ,وتشارك بشريط فيديو بعنوان “ضوء الدليل” الذي صورت مشاهده بصحراء موريتانيا, التي تعد طريقا لكثير من السينغاليين و الماليين الى الهجرة نحو الضفة الأخرى, بالاضافة الى الفنان مصطفى غدجاتي من ولاية سطيف و مصطفى نجاي من الجزائر العاصمة , كما تطل في هذا الموعد السنوي الرسامة الفرنسية ريتا بأعمال فنية شعارها الأمل الذي يتشبث به الانسان للوصول الى بر الأمان , حيث توضح في هذا السياق”لقد استعملت الشواطئ كلوحات فنية كبيرة لها بعد كبير , لنقش عليها أشخاص مع استعمال مياه البحر لتضفي عليها حركة, كما أضافت قائلة” الأمل مرتبط بالبحر و الماء , الذي هو مصدر حياتنا و الرمال و الصخور هي ذاكرة الأرض”
تعكس الأعمال الفنية المعروضة التي هي عبارة عن لوحات فنية زيتية أو مائية وصور فتوغرافية و فيديوهات بصرية مدى تأثير الهجرة و النزوح بسبب الحروب أو الاستعمار أو لأسباب اقتصادية أوسياسية عالمية على الانسان , ومعاناته في البحث عن الاستقار و الأمان و السلم, تحمل معظم الأعمال الفنية المعروضة حزنا عميقا يتجسد من خلال الألوان المستعملة أو تقديم العمل أو التصوير, ويظهر ذلك من خلال منحوتة الرسام رحال لزهر من بسكرة , الذي يستعرض ظاهرة الهجرة السرية من خلال استعمال مواد مسترجعة في صنع القوارب الصغيرة من الخشب, حيث وظف مسامير بيضاء ترمز للشباب المغرر بهم , وأخرى سوداء التي تمثل تجارة الهجرة السرية
تفسح هذه التظاهرة الفنية المنظمة من قبل جمعية الفنون البصرية” حضارة العين” بالتعاون مع متحف الفنون المعاصرة مامو ,المجال للشباب لعرض ابداعاتهم في الفن المعاصر و تبادلهم التجارب مع الرسامين المحترفين, لترقية الفن المعاصر الجزائري و جعله في مصاف العالمية