خلال السنوات الأخيرة اهتزت العديد من الولايات الجزائرية على وقع جرائم مروعة (الاغتصاب وتجارة الأعضاء والابتزاز ) راح ضحيتها أطفال في عمر الزهور وهي الجرائم التي دفعت بالمواطنين بمختلف مشاربهم وأعمارهم للتظاهر في كثير من المناسبات لمطالبة الحكومة باحتواء الظاهرة وردع مرتكبيها بتفعيل وتنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (منظمة غير حكومية) قد أشارت في تقرير لها إلى أن حوادث اختطاف الأطفال برزت بشكل لافت منذ 2008، كما تقول الرابطة إنها حذٍّرت السلطات من تفاقم الظاهرة ولفتت الرابطة في تقريريها إلى أن عام 2015 شهد تسجيل 15 حالة اختطاف ثم قتل في حين سجلت أكثر من 220 محاولة اختطاف خلال سنة 2016 منهم 8 أطفال تعرضوا لجريمة القتل العمدي كما أن هناك كثيرا من القضايا تقول الرابطة غير معروفة المعالم والحيثيات تتراوح بين القتل العمدي والانتحار أخرها عملية إختطاف وقتل الطفل حسام.
تشير الدراسات والأبحاث إلى أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تم اختطافهم تبين لأجهزة الأمن أن عملية الخطف تمت من قبل بعض أفراد العائلة أو البعض من معارفهم ( الأصدقاء + الجيران ) كما أن حوالي 25% من الأطفال المخطوفين فقط يتم اختطافهم من قبل الغرباء وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن معظم الأطفال المختطفين يكونون في سن المراهقة ويتم اختطاف أغلبهم من قبل الرجال الغرباء وليس من قبل النساء والعجيب في الأمر أن كثيرا من الأطفال الذين تم الإبلاغ عن فقدانهم أو خطفهم يثبت فيما بعد لدى أجهزة الأمن أنهم فقدوا نتيجة سوء تفاهم بين الوالدين أو صراع بين الجيران أو تصفية حسابات ومن النادر أن تحدث ظاهرة خطف الأطفال في المدارس وسوف نتناول في هذا المقال أهم النصائح المفيدة للتغلب على تلك الظاهرة ومقاومتها بالإضافة إلى كيفية التصرف عند اختطاف أحد أطفالنا.
عملية خطف الأطفال تعرف بأنها عملية يتم فيها انتزاع طفل قاصر (لم يبلغ سن الرشد) من حضانة الوالدين أو الموكلين برعايته قسرا ودون وجه حق. لذلك يجب أن يأخذ رب الأسرة وقتا كافيا مع أطفاله للتحدث عن إجراءات السلامة والوقاية من الاختطاف و يجب أن يكون لدى الآباء صوراً فوتوغرافية متجددة كل ستة أشهرٍ للأطفال من أجل التعرف عليهم بسهولة وأيضا ينصح بالاحتفاظ ببصمات للأصابع حيث تعتمد إدارات الشرطة المحلية على برامج البصمات للوصول إلى الضحية ثم يجب تعيين حدود حول الأماكن التي يرتادها أطفالك والإشراف عليهم في بعض هذه الأماكن التي قد تكون مزدحمة أو تمثل خطرا على حياتهم كمراكز التسوق والحدائق العامة ودورات المياه العامة كما ينصح بعدم ترك الأطفال بمفردهم في السيارة ولو لدقيقة واحدة في الشارع أو الأماكن المجهولة بالنسبة لهم.
أهم ما يجب أن تعلمه لأبنائك :
1 / عدم قبول الهدايا أو الحلوى أو الورد أو الاقتراب من أي شخص غريب أياً كان؛ حيث تعتبر تلك بعض الوسائل التي يستخدمها الخاطفون في استدراج الضحية لتتم ظاهرة خطف الأطفال بصورة آمنة دون التعرض لإزعاج المارة أو جذب انتباههم.
2 / عدم الذهاب مع أي شخص غريب إلى أي مكان حتى ولو كان في ذلك متعة فمن الممكن إغواء الطفل ببعض الأسئلة كأن يقول له: هل يمكنك مساعدتي في العثور على الجرو الخاص بي فقد فقدته؟ أو هل تريد أن ترى القطط اللطيفة في سيارتي؟ أو معي حلوى جميلة في سيارتي فهل تريد أن تتذوقها؟ كما يجب تذكير الأطفال أن البالغين الذين لا نعرفهم لا ينبغي أن نتحدث إليهم أو نطلب منهم أي شيء.
3 / يجب أن تخبر الوالد أو الوالدة أو أي شخص بالغ تثق فيه إذا سألك شخص لا تعرفه أسئلة شخصية حتى وإن هددك وطلب منك عدم إخبار الآخرين ولكي تضمن النجاة من ظاهرة خطف الأطفال لا بد من أخذ إذن من الوالدين أو أحدهما عند الخروج من المنزل مع الالتزام بإتباع نصائحهما.
كيف تتصرف عند اختطاف أحد أطفالك :
تعتبر الساعات القليلة الأولى بعد اختطاف الطفل هي الأهم على الإطلاق لذلك لا بد من تزويد المسئولين بالمعلومات الكافية والمفيدة عن طفلك على الفور وبصورة عاجلة دون توانٍ أو إبطاء كما يجب إبلاغ الشرطة أو أقرب السلطات الأمنية إليك (الدر ك أو الجيش ) فورا إذا تم اختطاف طفلك وهنا سوف يطلبون منك صورة فوتوغرافية لطفلك وربما يتم توجيه الكثير من التساؤلات حول مكان وزمان آخر مرة رأيت فيها طفلك وما الذي كان يرتديه قبل اختفائه كما يمكنك أيضا إرسال اسم طفلك وصوره وبياناته إلى بعض وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة أو إلى أي مركز يمكن أن يقدم لك المساعدات أثناء البحث عن طفلك المفقود وبالتالي يتم التغلب على ظاهرة خطف الأطفال واسترداد طفلك بسرعة.