اعتبر عزام سلطان التميمي الأكاديمي المختص في الفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية أن مسألة عودة الثورات العربية هي مسأللة وقت فقط.
وقرأ الأكاديمي التطورات الأخيرة في المنطقة الخليجية بالقول :”ما جرى فجر الأربعاء الماضي من تنصيب محمد بن سلمان وليا للعهد وعزل محمد بن نايف وإقالته من جميع مواقعه كان منتظرا، لكن لم أتوقع أن يحدث هكذا فجأة، وقبل حل الأزمة التي افتعلتها الإمارات والسعودية مع قطر، ما من شك في أنه انقلاب، وإن كان التخطيط له قد بدأ منذ أكثر من عام. حينها نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا تحدث فيه نقلا عن مصادر مطلعة في الخليج عن دور كان يقوم به محمد بن زايد لمساعدة محمد بن سلمان في تخطي ابن عمه إلى ولاية العهد ثم الاستيلاء على الحكم”، مضيفا :”أشار محمد بن زايد على محمد بن سلمان بنصيحتين كان عليه أن يعمل بهما إن أراد ضمان دعم الأمريكان له في تحقيق طموحه؛ أما الأولى فهي القضاء على ما بقي للوهابية من نفوذ داخل المملكة، وأما الثانية فهي فتح قناة اتصال قوية مع الكيان الصهيوني تمهد لإقامة علاقات مع إسرائيل، ويبدو أن محمد بن سلمان عمل بالنصيحتين، وفاز بناء على ذلك بود “ترامب” ودعم إدارته له بمجرد وصول الأخير إلى البيت الأبيض”.
وحول تطور ذلك على الداخل السعودي، قال التميمي :”من المتوقع أن تكون خطوة تصعيد ابن سلمان وشطب ابن نايف قد تسببت في إثارة شعور بالاستياء داخل بعض أوساط العائلة السعودية. إلا أن ما يثير حفيظة النخب المثقفة داخل المملكة هو أن مقاليد الأمور في البلاد باتت كلها مركزة في قبضة هذا الشاب الذي أثبت منذ توليه لعدد من المناصب الحساسة أنه متسرع ومجازف وتنقصه الخبرة والحنكة بل والحكمة”.
وقال المتحدث ذاته حول مستقبل المنطقة :”علم الغيب أمره إلى الله وحده. ولكننا نملك أن ندعو الله تعالى أن يفرج الكروب وأن يزيل الهم والغم، وأن يقيض لأمتنا سبيل رشد، وأن يكون مستقبلها خيرا من حاضرها، ومع ذلك، أقول بأن ما جرى حتى الآن يتيح أمام المعنيين بالتغيير نحو الأفضل فرصا ذهبية لإعادة رص الصفوف وتعزيز التحالفات لمواجهة الأخطار المحدقة، وخاصة أن ما جرى فتح أعين كثير من الناس على حقيقة الأمور، وكشف ما في هذه الأمة من تعفن ومن خبث آن أوان التطهر منه”، خاتما بالقول :”ولعل أهم ما يمكن أن نذكر به الإخوان ومن هو مستهدف مثلهم هو ضرورة الترفع عن الصغائر، وأهمية لم الشمل ورأب الصدع، والتسامح فيما بينهم، وتوحيد الرؤية حتى ينطلقوا من جديد في رسالتهم التي نذروا أنفسهم لها: “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة”.