تقارير صحفية عديدة تحدثت عن الطريقة التي تخطط بها العديد من الدول لتقسيم الكعكة السورية، 6 سنوات كاملة من إنطلاق حرب بدأت شرارتها بثورة شعبية.
وأبدت صحيفة “إلموندو” الاسبانية تحذيرها الشديد من القيام بتدمير البلاد وتقسيمها بشكل كامل، وذلك بعد سعي جميع الأطراف لتحقيق أكبر عدد من المكاسب الاستراتيجية وذلك على بعد خطوات قليلة من إنهاء فصيل “داعش” المعروف بتنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة :”الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلى عن سياسة “الحياد” التي لطالما انتهجها سلفه باراك أوباما، وهو ما بات ينذر بمخاطر جديدة تهدد سوريا. فقد وجهت الإدارة الأمريكية ضربات جوية طالت قوات النظام السوري مرتين خلال شهر واحد، في حين أقدمت على إسقاط طائرتين من دون طيار إيرانية، فضلا عن مقاتلة تابعة للنظام السوري. وعلى ضوء هذه التحركات، اعتبر العديد من المراقبين أن ذلك مؤشر على تحول الصراع السوري إلى حرب شاملة، خاصة في المنطقة الشرقية”، مشيرة :” الأطراف المتدخلة في سوريا عمدت إلى خلق نوع من التنسيق فيما بينها، لتجنب الدخول في مواجهات مباشرة، على الرغم من تباين الأهداف والسياسات بينها. ففي الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة قوات متعددة العرقيات تسعى لاستعادة مدينة الرقة، تعمل روسيا على تقديم الدعم البري والجوي لقوات نظام الأسد في محافظات حلب وحمص”.
وتابعت الصحيفة الاسبانية :” تطورات الحرب الأخيرة، ونجاح مختلف هذه الأطراف في تحقيق مكاسب على حساب تنظيم الدولة، جعلها تقترب من بعضها البعض جغرافيا، لتصبح المواجهة بينها أمرا محتوما. وفي الأثناء، تتمثل النقطة المحورية في هذا الصراع، بعد السقوط المنتظر لمدينة الرقة، في منطقة دير الزور في الشرق، وخاصة الشريط الحدودي بين منطقة التنف ومدينة البوكمال، الخاضعة حاليا لسيطرة تنظيم الدولة”، مؤكدة :”قوات التحالف الدولي قامت بدعم عناصر من الفصائل في هذه المنطقة، وذلك بهدف مواجهة تنظيم الدولة. وفي مايو الماضي استهدفت قوات التحالف قوات النظام التي كانت تتقدم في المنطقة الآمنة، في شمال غرب التنف”.
ونقلت الصحيفة الاسبانية عن محلل عسكري يسمى خيسوس بيريز تساؤله حول رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في خوض حرب سورية، في الوقت الذي تتجه قواتها بسرعة نحو عودة لإفغانستان، مضيفا :” أمريكا وضعت مخططات لنشر قوات في الصومال. في هذه الحالة، سوف تخرج الأمور عن السيطرة وتتحول الإستراتيجية العسكرية الأمريكية إلى فوضى عارمة، في ظل انقسام بين عديد من الجبهات، وهو ما يمكن أن يؤدي لنتائج عكسية”.
في نفس السياق، نشرت صحيفة “تسايت” الألمانية تقريرا حول الطريقة الذي يتوقع بها أن يتم تقسيم سوريا ما بعد الحرب، معلقة :” بات هذا السيناريو مصير سوريا الذي لا مفر منه، حيث سيتمكن الأسد من الظفر بحلب وحماة وحمص ودمشق والساحل الغربي، فيما يبقى الغموض يحيط بمصير المنطقة الشرقية”.
وتابعت الصحيفة الألمانية :” العديد من المخاوف تساور واشنطن فيما يتعلق بمخططات طهران، التي تسعى لضمان السيطرة على ممر يمتد من إيران عبر العراق وسوريا نحو البحر الأبيض المتوسط، علما أن واشنطن ترفض حدوث ذلك بأي ثمن”، مشيرة :” الخيار العسكري الذي يخشاه نظام الأسد وحلفاؤه في طهران؛ يتمثل في اعتماد الولايات المتحدة على المليشيات الكردية، المنضوية تحت قوات سوريا الديمقراطية. ومن المثير للاهتمام أن هذه القوات تأمل في أن تتقدم نحو الجنوب، في أعقاب طرد مقاتلي تنظيم الدولة من الرقة”.
وأكت التقرير الصحفي الألماني :” تقسيم سوريا بات أمرا محتوما، في حين تدرك كل الأطراف المتدخلة في الصراع السوري هذا الواقع. فعلى سبيل المثال، تعكس الخطة التي قدمتها روسيا لفرض مناطق آمنة في مايو الماضي؛ وعي الكرملين بهذا المصير. أما بالنسبة لتنظيم الدولة، فعلى الأرجح سيخسر مدينة الرقة خلال الأسابيع القادمة، مع العلم أنه كان قد تراجع مسبقا لتعزيز مواقعه في منطقة دير الزور، حيث يتموقع أهم قادته ويحتفظ بذخائره”.