في الغرب نرى اهتماما كبيرا بالأعياد ويشعرون أطفالهم ببهجة المناسبة فيقدمون لهم الهدايا ويقيمون الاحتفالات ويمنح التجار في هذه المناسبات الخصومات على السلع والبضائع بينما يتسابق التجار في بلادنا إلى رفع الأسعار بدلا من تخفيضها وبينما نحن كمسلمين لا بد وأن نحافظ على مظاهر وفرحة العيد كي يستمتع به أطفالنا وقد يكون السبب في تلاشي الكثير من مظاهر أعياد المسلمين يعود إلى هموم الدنيا وأعباء العمل وتغير واقع الحياة عما كانت عليه وافتقادنا للبساطة والتسامح مما جعل المشاعر يوم العيد تختلف عما مضى ولم يعد الناس يجتمعون بقلوب صافية كما كان يحدث في السابق حيث كان الخلاف يزول تماما من النفوس وتتضافر القلوب عندما تتجمع الأسرة في العيد فيتناسى أفرادها تماما أي خلاف مهما كان كبيرا فيكون العيد عيدا حقيقيا يملؤه الحب و الفرحة.
اليوم فرحة العيد ضاعت وسط بحر أعباء الحياة والعمل واللهث وراء المادة وتفكك صلة الرحم فضاعت كثير من مظاهر العيد الجميلة التي كنا نشعر بها في الماضي ولا يشعر بها أطفالنا هذه الأيام. ويقول خبراء علم الاجتماع أن هناك العديد من الأسباب وراء انخفاض الإحساس ببهجة العيد رغم أهمية وقدسية هذه الأيام المباركة ففرحة العيد والإحساس به يتلاشيان عاما بعد عام حتى أصبح اليوم مثله مثل أي يوم من أيام عطلة نهاية الأسبوع فلم يعد مبهجا لان مظاهره لم تعد موجودة فقد كانت زيارات العيد في السابق أمرا أساسيا وكانت البيوت الجزائرية حافلة بالزيارات الاجتماعية التي تبدأ صبيحة يوم العيد وتمتد حتى آخر الليل أما اليوم فأصبحت الزيارات قليلة جدا وتقتصر على الأهل لأن طبيعة الحياة الاجتماعية اختلفت كثيرا عن السابق حيث اختصر الناس كثيرا من علاقاتهم وأصبحت تقتصر على الأقرباء جدا مثل الوالدين وأقرباء الدرجة الأولى فقط. ومعظم الأسر أصبحت تنطوي على نفسها وتنعزل وتؤثر الخروج مع أبنائها للتنزه أو الذهاب إلى المطاعم أو أماكن العاب الأطفال وتفعل الأسرة ذلك بشكل تلقائي كل عطلة نهاية الأسبوع لذلك لم يعد للعيد طعم حيث اختفت مظاهر العيد التقليدية والتئام الأسرة الكبيرة من الأعمام والأخوال والخالات وأولادهم وزيارة الجيران والأصدقاء وأهل المنطقة مما جعل العيد يفتقر إلى الألفة والترابط الاجتماعي حيث يكتفي الكثير من الأسر بزيارة الوالدين والأخوة فقط.
ونتيجة هذا الجفاء وبعد الناس بعضهم عن بعض أصبح هناك نوع من التباعد وضاع التراحم بين الناس الذي هو أسمى ما نادى به ديننا لهذا لم يعد العيد عيدا لان الفرحة تأتي مع الاختلاط بالناس ولهذا حث ديننا على خروج المسلمين كافة بمن فيهم النساء والصغار لأداء صلاة العيد للتلاقي والتراحم والشعور بفرحة يعم الجميع لأن أنانية واهتمام الإنسان بنفسه جعلا العيد يفتقر إلى أسباب البهجة لابتعاد الناس بعضهم عن بعض واهتمام كل فرد بنفسه وبعائلته الصغيرة فحسب فجيل اليوم لا يشعر بالعيد مادام بعيدا عن أهله لأنه لن يشعر بإحساس الأسرة الكبيرة عندما تجتمع.