بينما اللبنانية نجوى كرم تقاضت قبل سنة 5 مليارات سنتيم (تقريباً 400 ألف دولار)، لإحياء سهرة بمهرجان تمقاد، و3 سهرات أخرى بالعاصمة، ووهران، وخصص لها طائرة خاصة قدمت على متنها نجوى كرم من العاصمة إلى ولاية باتنة ، قيل إن الدولة سخرتها لنقل الفنانة . فإن الفنان المعروف هواري عوينات، تدهورت حالته الصحية بسبب سرطان الرئة الذي يعاني منه منذ أشهر طويلة و عولج منه لفترة بفرنسا. ونشر الفنان صابر هواري صورة حديثة له مع “لعوينات” عبر صفحته الرسمية على “فايسبوك” تؤكد تدهور الحالة الصحية للفنان عوينات ، وأرفقها بتعليق جاء فيه (زيارة للأخ والصديق الفنان هواري عوينات في بيته مع الفنانة صابرينا اليوم.. نطلب من الله أن يشفيه ويعافيه وأتمنى من كل الفنانين الأصدقاء أن يزور هواري عوينات خونا الذي هو طريح الفراش.. إن الله لا يضيّع أجر المحسنين).
وضعية الفنان الجزائري هي وضعية مزرية، وتحتاج إلى أن تتدخل الجهات الوصية لتنقذ ما يمكن إنقاذه، فهناك فئتين من الفنانين: الأولى هي فئة الفنانين الأغنياء الذين يمكن اختزالهم في سبعة أشخاص يمتلكون الملايير في هذا الوطن، والذين نشروا أتباعهم في أغلب المؤسسات الفنية (النقابة، لجن وزارة الثقافة لكي يطبقوا أفكارهم ويحموا بالتالي مصالحهم،..). وهناك الفئة الثانية المهمشة المنسية والتي تموت في صمت بسبب أنها تحافظ على ما تبقى من كرامتها.
الحديث عن الفنان يقتضي الحديث عن مفهوم الفنان أولا، لتصبح الأمور أكثر وضوحا. من هذا المنطلق فالمفهوم الحقيقي للفنان يرتبط بالدور الأساسي الذي يلعبه هذا الشخص في التعبير عن الأحاسيس والعواطف التي ترتقي بشخصية الإنسان إلى أفق أسمى وأرقى. فدور كهذا يقتضي من المسؤولين تمتيع صاحبه بكافة الوسائل التي تمكنه من أداء عمله في أحسن الظروف. ولذلك يجب سن قانون لتنظيم العلاقات المتشابكة التي تميز المجال الفني ، وخاصة تلك العلاقة التي تربط بين الفنان كمنتج، وبين المقاولة كمشغل، على مستوى العقدة وغيرها. لأن هذه العقدة هي مربط الفرس بالنسبة للفنان، إذ أنه لا مجال للحديث عن العقدة الشفهية بين المقاول والفنان، قبل أن يتم إقرار قانون إلزامية عقدة العمل ، فهذا القانون من شأنه أن يضمن الحقوق المالية للفنانين، في كل الأعمال التي ينجزونها.
الممثل هو نتاج المجتمع وهو الصورة الحقيقية التي تعكس مستواه الثقافي والعلمي و الأخلاقي و الصحي فالصورة لا تكذب فهذا الفنان الذي يتكلم عن معاناته مع الفن فهو صورة طبق الأصل للمجتمع الجزائري سواءا في جسمه النحيل والمشاكل التي يعانيها بفعل عوامل التهميش و البأس و الحرمان وسوء التغذية والفكرية التي كان من أسبابها سوء التسيير و التخطيط و النهب فالحقوق تنتزع ولا تمنح.