أكد كلايتو سويشر، الصحفي الأمريكي الشهير أن الرئيس دونالد ترامب وابته إيفانكا ترامب حاولا كثيرا الحصول على تمويل للاستثمار من مجموعة من الشخصيات القطرية البارزة.
وقال الصحفي الأمريكي نقلا عن مصادره في مقال نشره على موقع “هافنغتون بوست” :” مثل هذه المحاولات التي لم يعلن عنها من قبل باتت ذات أهمية خاصة اليوم جراء الأزمة الدبلوماسية التي سببها الرئيس ترامب وتمخضت عن إخضاع هذه الدولة الخليجية الصغيرة لحصار من قبل خصومها بهدف عزلها تماماً وكذلك عن توترات في منطقة الشرق الأوسط لم يسبق لها مثيل”، مضيفا :”وصفت دولة قطر، الجمعة، بأنها كانت “تاريخيا ممولا للإرهاب على أعلى المستويات”، وهي التهمة التي جاءت بعد ساعة فقط من تصريح لوزير خارجيته ريكس تيلرسون ناشد فيه دول مجلس التعاون الخليجي تجنب المزيد من التصعيد، حاثا إياها على الدخول في حوار لحل الأزمة في أسرع وقت ممكن، تلك الأزمة التي وضعت قطر في صدام مباشر مع تحالف يضم المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين”.
وتابع تيلرسو :”أمير قطر حقق تقدماً في وقف الدعم المالي وفي طرد العناصر الإرهابية من بلاده”، وهذا ما عبرت عنه في نفس الوقت سفيرة الولايات المتحدة في قطر دانا سميث التي غردت عبر “تويتر” تقول إن “قطر شريك مهم في مكافحة تمويل الإرهاب”، مذكرا :””هذه الشراكة ليست بالكلام فقط، حيث أن قطر تستضيف قاعدة العديد الجوية، مقر القيادة المركزية الإقليمية، والتي تنطلق منها القاذفات الأمريكية يوميا في طلعات لقصف مواقع تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة”.
وواصل المقال :”نظرا لشبكة المصالح المتداخلة والتعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وقطر، ذهب الكثيرون يبحثون عن سبل لتفسير هذا الانحياز المفاجئ في النزاع لدى ترامب ضد قطر. يرى البعض أن الأمر لا يكمن في عالم السياسة وإنما في تاريخ الصفقات التجارية التي كان يبرمها ترامب مع مختلف الأطراف الضالعة في النزاع”، مؤكدا ” مؤسسة ترامب (والتي يديرها حاليا ابنه دونالد الابن) تجري الآن محادثات مع رجال أعمال إماراتيين لتلقي عدة مليارات من الدولارات لمشاريع استثمارية بالإضافة إلى ملعبي الغولف الموجودين في دبي”.
وعلق الكاتب الأمريكي على هذا الأمور بالقول :”هنا يكمن كثير من الاستياء في أوساط القطريين. لقد عبر عدة أشخاص تحدثت معهم قبل كتابة هذا المقال عن خشيتهم من أن يكون انحياز ترامب ضد بلدهم نابعا من إخفاق سلسلة من المحاولات التي قام بها هو (وصهره زوج ابنته جاريد كوشنر) قبل سبعة أعوام لإبرام صفقات استثمارية مع القطريين، لم يفصح أحد عن فحواها من قبل. وذلك أن القطريين لم ينجروا بسهولة وراء الصفقات التي كانت تعرض عليهم كما هو الحال مع السعوديين والإماراتيين”، مضيفا :”في عام 2010، وبينما كانت الأسواق ما زالت تحت وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية التي وقعت عام 2008، كانت قطر تنعم بوفرة من النقد، الأمر الذي جلب إليها أعداداً لا تحصى من مدراء الشركات ومندوبي الحكومات الأجنبية. بعضهم جاء يبحث عن السيولة، وبعضهم جاء يسعى وراء البطانات الفضية في خضم حالة الفوضى العارمة على المستوى الكوني. كان ترامب ضمن الفريق الثاني، حيث كان وقتها يشغل منصب المدير التنفيذي لمؤسسة ترامب، وكان في نفس الوقت يقدم برنامجا من نمط تلفزيون الواقع الأمريكي اسمه “ذي أبرينتيس” (الصنائعي المتدرب)، بحسب “سويشر”.
وواصل سويشر :”سافر ترامب في عام 2010 برفقة ابنته إيفانكا في زيارة إلى الدوحة لعقد اجتماعات منفصلة مع عضو مجلس إدارة سلطة الاستثمار القطرية الدكتور حسين العبد الله وكذلك مع الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي كان حينها يشغل منصب وزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء. لم يستجب أي من الرجلين لطلبات بالتعليق على ما ورد ذكره في هذه المقالة”.