سلطت صحيفة “أوترا.ري” الروسية الضوء على الاجتماع الذي جمع سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي مع محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني وزير الخارجية القطري.
وقات الصحيفة :”وفقا لمستشارة مديرة المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، والخبيرة في مجال الشؤون الدولية، إيلينا سوبونينا، فإن موسكو ترغب في التدخل في الأزمة الخليجية، إلا أنه ينبغي ألّا تكون هي الوسيط الوحيد في حل الخلاف القائم بين قطر وبقية الدول العربية” وبالتالي، تسعى روسيا إلى المشاركة في تهدئة الأوضاع بطرق أكثر أمنا وأقل إضرارا بمصالحها في المنطقة. وإذا لم تتمكن هذه الأخيرة من التوفيق بين الأطراف المتنازعة، فعلى الأقل بإمكانها التخفيف من حدة التوتر بينهم”، مشيرة :”تدخل روسيا “يثير العديد من الأسئلة على غرار: هل موسكو قادرة فعلا على إيجاد حل لهذه الأزمة؟ وما هي الخيارات المتاحة أمامها للتدخل في أزمة الخليج؟ والأهم من ذلك، لماذا تحتاج روسيا إلى وضع حد لهذه الأزمة؟”.
وتابعت الصحيفة الروسية :” على روسيا التدخل لحل الأزمة القطرية لسببين؛ “الأول في أن قطر متورطة في صفقة خصخصة “روسنفت”؛ لذلك فإن أي تغيير قد يطرأ على مكانة قطر في الساحة السياسية العالمية من شأنه أن يلقي بظلاله على صفقة “روسنفت”، فوفقا لما أكده مدير مركز الدراسات التحليلية في جامعة الاقتصاد، بافل سالين، فإن شركة “روسنفت”، التي تعدّ من أضخم الشركات الروسية، كشفت عن عمق العلاقات التجارية بين قطر وروسيا؛ لذلك، يتحتم على الشريكين التصرف إزاء الصراع الخليجي لحماية مصالحهما”.
أما عن السبب الثاني، فقال التقرير :”السبب الثاني الذي يدفع موسكو إلى التدخل في الصراع الخليجي “يتمثل في رغبتها في استعادة أدوات التأثير على الساحة السياسية العالمية. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي فقدت روسيا كل أدواتها المتاحة للتأثير؛ لهذا تحاول روسيا في الوقت الراهن استعادة مكانتها الفاعلة”، مشددة :”الخطوة الوحيدة التي تمكنت روسيا من اتخاذها في سبيل استعادة أمجادها، إلى حد الآن، تجسدت في العملية العسكرية الروسية في سوريا. وبعد انطلاق العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وجدت روسيا فرص كثيرة لمساومة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن بسطت نفوذها في سوريا”.
واعتبرت الصحيفة أن فرصة روسيا أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية في التدخل في النزاع القطري الخليجي، حيث قالت:”إذا كانت واشنطن تملك أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط في قطر، وعلاقة وطيدة بالدوحة، “فإن ذلك سيجعلها غير قادرة على حل الأزمة الخليجية. في المقابل، بإمكان روسيا الاضطلاع بهذه المهمة، لكن الخطورة التي يفرضها مثل هذا التدخل لن تهدد مصالح روسيا فقط، بل ستؤثر على الساحة السياسية الدولية بشكل عام، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص”، موضحة :” روسيا قد تواجه تحديا خطيرا من خلال رغبتها في حل الأزمة الخليجية، وهذا التحدي قد يساهم في ظهور مشاكل جمة لموسكو، إلا أن هذه المشاكل من الممكن أن تتحول إلى فرص للطرفين القطري والروسي، ولعل هذا ما يفسر زيارة وزير الخارجية القطري إلى موسكو”.