قالت صحيفة “الكونفدسيال” الاسبانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له دور مهم في قضية صراع الزعامة الذي تعرفه المنطقة الخليجية، بعد الاتهامات التي وجهتها المملكة العربية السعودية والإمارات لقطر بدعم الإرهاب.
وقالت الصحيفة :” الصراع السعودي القطري ليس أمرا مستجدا، فقد ظهرت بوادره الأولى منذ شهر مارس سنة 2014، على خلفية إيواء الدوحة لعدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين، الذين فروا من مصر آنذاك. من جهتها تعتبر الرياض أن جماعة الإخوان المسلمين يمثلون تهديدا كبيرا، بحجة أنهم يهددون الأنظمة الملكية”، مضيفة :”اتهام الرياض لجارتها بدعم الإرهاب، أمر مثير للسخرية، معتبرا أن سبب الأزمة يتمثل في ما تعتبره السعودية بوادر تقارب قطري إيراني في الآونة الأخيرة، في حين كان اتصال الأمير القطري بالرئيس الإيراني حسن روحاني عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير”.
وأفادت الصحيفة أن الأمير القطري قال :” هناك مجالا وإمكانيات واسعة لتطوير التعاون القطري الإيراني في المجالات السياسية والاقتصادية”، موضحة :” التنافس بين السعودية وقطر بلغ أعلى مستوياته في سوريا، التي تنامت فيها الجماعات المسلحة التي دأبت على تغيير ولائها وذلك بالاعتماد على الجهة التي تقدم لها حوافز مالية أكثر من غيرها، نظرا لأن كلتا الجهتين لهما النوايا ذاتها، والأهداف نفسها، والفكر نفسه، فضلا عن الأدوات والأساليب ذاتها”.
وتابع التقرير :” السؤال الذي يطرح نفسه بشدة خلال هذه الفترة، يتمثل في “هل كان تحريك السعودية للبيادق والقلاع وقطع الفيل على رقعة الشطرنج الجيوسياسية بعد أسبوعين من زيارة ترامب إلى أراضيها، من قبيل الصدفة؟”، و”هل كانت اللعنة التي لحقت بقطر هي خطوة جديدة تصب في مصلحة ترامب المعادي لإيران؟”.
في نفس السياق، قالت صحيفة “الإسبانيول” آسبانية إن هنالك رابط قوي بين زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والهجوم السعودي على قطر التي لم تشارك في قمة الرياض.
وأوردت الصحيفة :”بعد أن تأكدت المملكة من دعم حليفها الوثيق، الولايات المتحدة، لم تتردد للحظة واحدة في الشروع في تنفيذ مخططها الذي يهدف إلى إحداث فراغ سياسي في البلدان المجاورة. وقد اتخذت المملكة من منافسها الإقليمي السني، الذي تعالت الأصوات في الفترة الأخيرة محذرة من تقاربه من إيران، الضحية الأولى”، ناقلت عن أحد الباحثين قوله :” القراءة الأولى لهذا النزاع الدبلوماسي بين السعودية وقطر، تحيل إلى أن المملكة تشعر الآن بأنها في موضع قوة فضلا عن أنها محمية من قبل القوة العالمية الأولى، أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا الصدد، اغتنمت الرياض الفرصة، وعمدت إلى توظيف دعم واشنطن لها حتى تتبنى دورا قياديا في المنطقة”.
وعلقت الاسبانيول :” المرجح أن ترامب قد تدخل بشكل غير مباشر في الصراع السعودي القطري، والتوترات الأخيرة التي تهدد استقرار المنطقة. ومن جانب آخر، يعد الهجوم السعودي ضد قطر بمثابة الضربة الودية للولايات المتحدة؛ التي يجب أن تختار بين حليفها التاريخي، وقطر التي تضم أكبر قاعدة عسكرية تابعة لها في الشرق الأوسط”.