قامت صحيفة “الغارديان” البريطانية بنشر تقرير سخرت فيه بشكل كبير من أول جولة قام بها الرئيس الأمريكي بالمملكة العربية السعودية واللأراضي الفلسطينية المحتلة والفاتيكان.
وقالت الصحيفة البريطانية الشهيرة في تقريرها :” الجولة الخارجية التي قام بها ترامب “أظهرت مدى عجزه في فن إبرام الصفقات عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين الدول”، معتبرة ما تحدث عنه كحصاد لزيارته “مجرد فتات”، مستعرضة تغريدة قالت فيها :” الجولة اشتملت على تقييم متواضع كالعادة لإنجازه ما من شك في أن الصور الجماعية والعبارات المقتضبة شكلت (لترامب) انصرافا مفيدا عن المشاكل المحلية”.
وأشارت الصحيفة البريطانية بالقول :” ثمة تساؤلات متراكمة حول علاقة حملته الانتخابية بروسيا، والميزانية التي تعتبر قاسية وعقابية في حق الأمريكيين الأشد فقرا وقد طغى عليها أسلوبه المحاسبي المثير للتساؤل والشكوك”، لافتة :” الرئيس الأمريكي تجنب الوقوع في أخطاء جسيمة خلال الجزء الأول من رحلته، رغم أن رأيه في متحف الهولوكوست “ياد فاشيم” (مدهش للغاية) كان في غاية الغرابة، كما أنه استبدل بتصويره السيئ للإسلام على أنه دين الكراهية، الإشادة به على أنه واحد من الأديان العظيمة في العالم”.
وأفادت الصحيفة :” ظهور ترامب في السعودية و إسرائيل “مجرد فتات”، و”لا يعتبر تصفيق قادة المملكة العربية السعودية وإسرائيل وإشادتهم به معيارا للنجاح: وإنما يعني أنه أعطاهم كل ما أرادوه”، متابعة :” في الرياض حث الزعماء العرب على محاربة الجماعات الإرهابية وعلى قطع التمويل عنها – ولكنه لم يقل إن الدعم الأمريكي لهم مشروط. كما أنه صور المملكة العربية السعودية كشريك غير معقد في الحرب ضد التطرف (ولم يمر سوى عام على صدور التقرير الرسمي عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر أخيرا، والذي يحتوي قسم منه على مزاعم بوجود ارتباطات للمهاجمين بالحكومة السعودية)”.
وأكدت “الغارديان” :” ترامب أشاد بما اعتبره العمل القوي ضد المتشددين الحوثيين في اليمن، بل أثنى على الرياض لما تقدمه من مساعدات إنسانية للشعب اليمني علما بأن كثيرا منهم ماتوا بسبب القصف الجوي الذي تقوده السعودية وتتساقط قنابله في كثير من الأحيان فوق رؤوس المدنيين”، مستدركة :” في مقابل صفقة تسليح مهولة قيمتها 110 مليارات دولار من شأنها أن تمهد الطريق أمام مزيد من القتل والتدمير في اليمنء أبرمها مع بلد يتجه لقليص رواتب الموظفين”.
وبينت الغارديان بخصوص الصراع الإيراني السعودي :” عرض السيد ترامب دعما وافرا ضد إيران الخصم اللدود لهذا البلد (السعودية) فإنه لم يهمس أحد ببنت شفة من النقد تجاه ما يرتكب من انتهاكات داخل هذه الدولة السلطوية ذات السجل الصادم بانعدام التسامح”، مشددة :” نال إيران هجوم مطول، بما في ذلك حول سجلها في مجال حقوق الإنسان (..) كان النفاق صارخا فاضحا إذ ترافق الهجوم على إيران بتدفق أربعين مليون إيراني على صناديق الاقتراع لاختيار رئيس لهم، وتصويتهم بأغلبية كبيرة لصالح المعتدل حسن روحاني، مخيبين بذلك ظن من افترضوا أن النتيجة ستكون مختلفة”.
وختمت الغاديان تقريرها بالقول :” ترامب رجل يجيد الرقص بالسيف والتبختر على السجاد الأحمر، لكنه لا يملك القدرة على استيعاب شؤون العالم المعقدة ناهيك عن أن يتمكن من الاشتباك معها بشكل مجد وفعال”.