فتح ناصر البقمي، الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة التطرف “اعتدال” النار على جماعة الاخوان المسلمين معتبرا بأنها تاريخيا وراء كل تطرف معتبرا أن المظلة الحاضنة لكل الجماعات الارهابية والتكفيرية، معتبرة بأن “الجماعة” هي الجناح السياسي وهذه الجماعات المسلحة هي الجناح العسكري.
البقمي، وبعد أن وصل إلى منصبه وفي أول تصريح له اتهم الاخوان والسوريين بإثارة الفتنة حيث قال :” هؤلاء يتفننون باستخدام التقية لإخفاء توجهاتهم مخادعة للناس في سبيل استقطاب المجندين، من واجبنا التنبيه على خطرهم وكشفهم”.
وكرد على هذه الاتهامات، قال سالم الفلاحات، المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن بأن هذه التصريحات متحاملة على الجماعة وتصنف الجماعة بشكل خاطئ.
وأضافت الفلاحات :” إن أفكار الجماعة مقررة بشكل واضح في أدبياتها، منذ زمن المؤسس حسن البنا رحمه الله، وتم التأكيد عليها في عهد المرشد الثاني حسن الهضيبي، حينما هاجت فتنة التكفير في السجون، فتصدت لها الجماعة بإصدار الوثيقة المعروفة دعاة لا قضاة”، مؤكدا :” لم يعرف عن الجماعة خلال مسيرتها الطويلة أنها دعت إلى التكفير أو مارسته، بل موقفها واضح جدا بنبذ التكفير والابتعاد عنه والتحذير منه”.
وواصل المتحدث :” مما لا يخفى على أحد أن جماعة الإخوان لا علاقة لها بالجماعات التكفيرية، وهي متهمة عند تلك الجماعات بالتفريط وتمييع الإسلام”، متسائلا: “كيف يقال بعد ذلك إنها هي المظلة الحاضنة لتلك الجماعات؟”، مشيرا :” جماعة الإخوان متصالحة مع مجتمعاتها، وقد اختارت المشاركة في الحياة السياسية تحت مظلة الدستور والقانون، ومن خلال مؤسسات الدولة القائمة، مؤكدا أن الجماعات التكفيرية تكفر الديمقراطية، وتهاجم بشدة كل من يقبل بالخيار الديمقراطي”.
أما كمال حبيب الأكاديمي المصري الباحث في الحركات الإسلامية فأكد أن ما تتبناه جماعة الإخوان المسلمين في مسائل الكفر والإيمان داخل في مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة، ولا يوجد لديها ما تخالفهم به.
وتابع المتحدث :” ما قرره مؤسس الجماعة، حسن البنا في الأصول العشرين “لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما، إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن..” يتوافق مع المقرر في معتقد أهل السنة والجماعة”، مبينا :” الشيخ حسن البنا ابن المرحلة الليبرالية المصرية ذات الطابع الوسطي، فتوجهاته الدينية كانت بعيدة عن التكفير والعنف في المجمل، مضيفا أن البنا كان ضد الثورات، وأعلن عن موقفه ذاك مرارا”.
وحول التحولات العقائدية للجماعة في هذا الصدد بعد مقتل البنا، قال الأكاديمي المصري :” الجماعة حافظت على توجهاتها العقائدية بعد مقتل البنا، وفي مرحلة الستينيات حينما ظهر فكر التكفير في السجون، تصدى المرشد الثاني ومعه مجموعة من علماء الجماعة لذلك الفكر، وأصدروا الكتاب المشهور (دعاة لا قضاة)”، موضحا :” الهضيبي أراد في هذا الكتاب الرد على أفكار أبي الأعلى المودودي، في كتابه المصطلحات الأربعة في القرآن، والتي تأثر بها سيد قطب فيما بعد، واستخدم بعدها في كتاباته مصطلحات جديدة كالجاهلية والمفاصلة وما إلى ذلك”.
وعلق حبيب :” موقف البنا كان واضحا بخصوص التكفير، وهو نبذه والتحذير منه، لكن موقفه من العنف ظل مواربا، الأمر الذي فتح الباب لتأويلات وتحليلات متعددة بشأن موقف الجماعة من العنف وممارسته”.