قالت صحيفة “تسايت” الألمانية بأن سيطرة رجال الدين على السلطة لازالت مستمرة، رغم الفوز الذي حققه “الرئيس الإصلاحي” حسن روحاني بولايته الجديدة، حيث أفادت أن الرئيس الإيراني لن يكون قادرا على الخروج على طاعة المرشد الأعلى رغم نزعاته الإصلاحية.
وأفادت الصحيفة :”الرئيس الإيراني هو رجل دين معروف بوقاره ورباطة جأشه، وله شعبية بين الإيرانيين، وهو ما ساهم في فوزه بولاية جديدة. وخلال الاستحقاق الانتخابي، كان الشعب الإيراني مخيرا بين سياسة الانفتاح لروحاني أو العقلية المتشددة لرئيسي، لينحازوا في نهاية المطاف إلى السياسة المعتدلة والمنفتحة التي لطالما نادى بها روحاني”، موضحة :” فوز روحاني فاجأ العديد من الأطراف؛ نظرا لأن الوضع الاقتصادي لم يزدهر بالشكل المطلوب بعد الإتفاق النووي الذي تم توقيعه سنة 2015″.
وأكد التقرير الألماني :” إيران لم تشهد أجواء ساخنة منذ الاضطرابات التي شهدتها البلاد سنة 2009، خلال ولاية الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، والتي راح ضحيتها عشرات المتظاهرين. لكن شهدت الحملات الانتخابية الأخيرة تجاوزات من قبل المعسكرين الإصلاحي والمتشدد على الرغم من القوانين الصارمة التي تفرضها الدولة”، موضحة :” منافسو روحاني كانوا ينتقدونه باعتباره مواليا للغرب، خاصة بعدما فشل في تحقيق جل وعوده. في الأثناء، التف المعسكر المحافظ حول القاضي إبراهيم رئيسي الذي يفتقر للخبرة السياسية، فضلا عن تاريخه الدموي، وذلك خشية حدوث انقسام داخل المجتمع على غرار ما حصل خلال انتخابات سنة 2013. وفي نهاية المطاف، فشل المعسكر المتشدد في بناء دولة موازية يسيطر رجال الدين على مؤسساتها القضائية والدينية”.
وفي قراءة لنتائج الإنتخابات الأخيرة، قالت “تسايت” :”نتائج الانتخابات تعكس مدى انقسام الشعب الإيراني دينيا، واجتماعيا، وسياسيا. فقد تمكن المتشددون من استقطاب الفئات المهمشة والفقيرة التي تقف في صف أي سياسي شعبوي يؤمن لها أبسط متطلبات العيش، علما أن قرابة 40 في المئة من الإيرانيين صوتوا لفائدة التيار المحافظ”، مفصلة :” فوز روحاني لن يكون كافيا لتنفيذ برامجه الإصلاحية وتطبيق سياسته الانفتاحية؛ نظرا لمدى سيطرة رجال الدين على مفاصل الدولة. وعموما، سيبقى الوضع على حاله حتى خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة، حيث ستبقى مقاليد السلطة في يد التيار المحافظ بغض النظر عن المرشح الذي سيظفر بالرئاسة”.
وشددت الصحيفة :” السلطة السياسية ستبقى في حوزة الطاعنين في السن بما في ذلك منصب المرشد الأعلى. وبذلك، لن تتمكن الفئة الشابة من الوصول إلى الحكم”.