المغرب يطالب الجزائر بالإعتذار بسبب اعتداء تعرض له دبلوماسي مغربي على يد دبلوماسي جزائري. والجزائر تطالب المغرب بالإعتذار بسبب تحرش دبلوماسي مغربي بدبلوماسية جزائرية. فعلى طريقة كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية يعتبر النزاع المغربي الجزائري من أطول النزاعات بين الدول المتجاورة في العالم، تستخدم فيه الأدوات السياسية والإعلامية والمالية والمخابراتية، تعود أسبابه لعوامل تاريخية جغرافية وسياسية، ويبدو أن هذه الحرب الباردة بينهما مستمرة في ظل غياب أي مؤشرات جدية لإنهاء الصراع. وتعد الجزائر والمغرب قوتين متوازنتين سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، تطمح كل منهما إلى قيادة منطقة شمال أفريقيا، وفي سبيل تحصيل هذه الزعامة، التي ستكسب من وصل إليها مكانة استراتيجية هامة بين الدول، لا يكل أي واحد منهما، من تسخير كل طاقاته الإعلامية والسياسية والمالية والمخابراتية لأجل تلك الزعامة. ولم يعد غريبًا تصادم المغرب والجزائر في كل المحافل الدولية التي قد تجمعهما، وهو ما لا يخفى على المراقبين، الذين يعلمون بالعداء التاريخي المبطن بينهما.
كل الأحداث الأخيرة التي وقعت بين البلدين تدل على أن طبول حرب كبرى تقرع بشدة في شمال أفريقيا، ولا أحد قد يتمكن من إيقافها في حال اندلاعها بعد ذلك. أي مواجهة عسكرية بين المغرب والجزائر ستمثل كارثة بكل المقاييس، ليس فقط على البلدين أو المنطقة، بل ربما على الأمن والسلم العالميين خاصة وأن أوروبا حتما لن تكون بمحيد عنها وسيصلها هي الأخرى لهيبها بشكل أو بآخر، سواء بحكم العلاقات الاقتصادية مع الضفة الجنوبية أو بحكم تدفق جحافل اللاجئين ممن سيتخذون الأمر فرصة نحو معانقة الضفة الشمالية.
كشف معهد ستوكهولم لأبحاث السلام في تقريره السنوي حول تجارة السلاح في العالم، أن المغرب والجزائر اشتريا أكثر من نصف واردات القارة من الأسلحة. وحسب بيانات معهد ستوكهولم، فإن حجم مقتنيات المغرب من السلاح ما بين سنتي 1956 و2016 بلغ ما يعادل أزيد من 17.59 مليار دولار، وأكدت البيانات أن المغرب أنفق حوالي 5.18 مليار دولار على شراء السلاح ما بين 2014 و2016 وبلغ حجم مشتريات الجزائر من السلاح حوالي 26.7 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من 1961 إلى 2016. في حين، أنفقت البلد على السلاح ما يزيد عن 12.3 مليار دولار ما بين 2014 و2016. وحسب التقرير، فإن معظم واردات المغرب من السلاح تأتي من أمريكا، في حين تلجأ الجزائر إلى روسيا بالدرجة الأولى لشراء السلاح.
ملايير الدولارات صرفها البلدين على السلاح فربما لو صرفت تلك الأموال على قطاعي التعليم والصحة في البلدين لكان حالنا أفضل ولكن مهما قلنا فلن يتغير شيء لسبب بسيط أن مركز الحدود بين البلدين يسمى بجوج بغال وهذا كافي لنفهم القضية. المغرب يطالب بالإعتذار والجزائر تطالب بالإعتذار وشباب البلدين يطالبون بالحرب للجوء إلى أوروبا.