انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اعتداء التلاميذ على الأساتذة في المدارس، وهو ما لم يكن متوقعًا أن يتم الاعتداء على رسل العلم، الذين طالما تغنى الشعراء بهم فهكذا وصف الشاعر أحمد شوقي رجال ونساء التعليم في بيته الشهير والذي يقول فيه قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، ،لكن واقع الحال ببلادنا يؤكد عكس قولة شوقي، حيث باتت الاعتداءات على رجال ونساء التعليم حديث العام والخاص خصوصا بل الأدهى من ذلك هو قيام التلاميذ بتصوير الاستفزازات والاعتداءات على أساتذتهم بهواتفهم ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تبَجُّح وافتخار بهذا الفعل المشين.
أجمعت شخصيات تربوية على ضرورة تغليظ العقوبات ضد كل من يقوم بالاعتداء على المعلم أو المؤسسات التربوية والتعليمية وذلك مع ازدياد حالات الاعتداء على المعلمين، في الفترة الأخيرة، والتي أصبحت تشكل ظاهرة مؤرقة وخطيرة. وأشار خبراء إلى أن أسباب الاعتداء على المعلمين تعود لعدة عوامل، منها خلل منظومة القيم التي يمتلكها الطلبة، وعدم تناسب البيئات التعليمية في المدارس مع احتياجات الطلبة، فضلا عن غياب نصوص قانونية رادعة بحق من يعتدي على المعلمين، وغياب العلاقة الحقيقية بين المجتمع المحلي والمدرسة نتيجة جهل المجتمع بأهمية دور المعلم في بناء الأجيال. وسجل الأسبوع الماضي، حادثان منفصلان في هذا الإطار، أحدهما الاعتداء على سيارة معلم في احد مدارس العاصمة والثاني تعرض أستاذة للغة الفرنسية تدرس بإكمالية محمد فرواني بولاية تلمسان، إلى اعتداء داخل القسم من طرف تلميذ يدرس عندها في قسم آخر مما سبب لها إصابات على مستوى العين وهي من توجد في صورة المرفقة للمقال.
ولمحاربة ظاهرة العنف المدرسي تبقى إجراءات الوزارة غير كافية ،ولذلك نطالب بضرورة تفعيل آليات مشتركة بين وزارة التربية ووزارة الداخلية لتنقية المحيط الخارجي للمؤسسة التعليمية مع ضرورة تكثيف الدوريات الأمنية ورجال الدرك وحتى المساعدين الاجتماعيين بمحيط المؤسسات التعليمية بهدف تعزيز وتوفير الأمن وحماية التلاميذ والأساتذة على السواء مع التدخل في الوقت المناسب في حالة وقوع اعتداءات داخل المؤسسات التعليمية.