اعتبر عزام سلطان التميمي، الأكاديمي والإعلامي المختص في الفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية أن ما تعيش فيه مصر في الوقت الحالي من أزمات داخلية خصوصا على مستوى جماعة الاخوان المسلمين هدف تمييز الخبيث من الطيب، مؤكدا أنه تلقى ترحيبا كبير من طرف الاخوان عندما طرح تصورا لحل الأزمة.
وقال التميمي في تصريح للأحد المواقع العربية حول جديد هذا التصور الذي طرحه لحل الأزمة :” لا يوجد جديد. للأسف رغم أن ما دعوت إليه قوبل بالترحيب في بعض أوساط الإخوان، إلا أنه لم يلق صدى لدى المعنيين به، فيما يبدو، معظم التعليقات التي وردتني عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ما صدر عني كانت مؤيدة ومرحبة، والقلة التي لم توافق على ما قلته كانت ردودها متزنة وفي غاية الأدب، ومشفقة في الوقت ذاته،
ولم يتواصل معي أحد من الإخوة الذين يديرون التنظيم في الخارج، أما الذين على خلاف معهم، ممن فصلوا أو جمدوا، فقد تواصلوا وأبدوا تأييدهم واستعدادهم لأي مبادرة من شأنها أن تنهي حالة الشقاق والانقسام بين أبناء الجماعة الواحدة”.
وحول سبب فشل التصورات والمبادرات قال ذات المتحدث :” لا أدري حقيقة لماذا فشلت التصورات والمبادرات ولماذا لم يستجب لها رغم أن من قاموا عليها من الأعلام المشهود لهم بالنزاهة والعلم والتجربة الطويلة. يبدو لي أن هذا المخاض سيستمر إلى حين، ليميز الله الخبيث من الطيب”، مضيفا :” لا، ليس لدي معلومات، ولم أعد مشغولا بهذا الأمر. ما صدر عني بشأن وضع الجماعة وأثار ما أثار من اهتمام وتأييد أو استياء كان ردا على موقف محدد اعتبرته في حينه مؤشرا على خلل كبير في طريقة إدارة شؤون الجماعة لا يمكن السكوت عنه. رجوت أن يكون ما قلته منبها لمن هم في غفلة داخل الجماعة عما تعانيه بعض القيادات الحالية من قصور رؤية وسوء تقدير للأمور. ولعل صوتي مع أصوات آخرين تساهم في إنقاذ الموقف، ولو بعد حين”.
وكشف ذات المتحدث عن موقفه من هذه الأزمة، حيث قال :” شعر بالاستياء الشديد لما تمر به الجماعة من أزمة، ولكنه أمر متوقع بسبب الضربة القاصمة التي تعرضت لها، لقد كشفت الأزمة عن وجود مشاكل عديدة وخطيرة، يحتاج علاجها إلى قيادة على مستوى المرحلة، وإلى درجة رفيعة من الوعي لدى القواعد”، مستفيضا :” لست منحازا لطرف على طرف في الشقاق الذي تشهده الجماعة، ولكني ما زلت أرى بأن أولى خطوات رأب الصدع ولم الشمل تتمثل في التراجع عن الإجراأت التي اتخذها فريق ما يسمى بالشرعية ضد من خالفه في الرأي، من الواضح لكل ذي بصيرة أن الجماعة رغم حجمها وتاريخها وتجربتها العريقة وما تشتمل عليه في صفوفها من كوادر مؤهلة وخبيرة، إلا أنها محرومة مما في بطنها من كنوز، ويتصدر لقيادة تنظيمها في هذه المرحلة الحرجة نفر من الناس لا نشكك في إخلاصهم، ولا في نواياهم، ولكن لا يساورنا شك في محدودية قدراتهم، وفي عجزهم عن الانطلاق بسفينة الجماعة في بحر متلاطم الأمواج نحو شط الأمان”.
وتوقع التميمي انهيار الانقلاب العسكري، حيث أفاد :” عاجلا أم آجلا سينكسر الانقلاب العسكري وستنطلق الثورة من جديد. القضية لا تخص جماعة الإخوان المسلمين وحدهم، وإنما الشعب بأسره، وسواء استعادت جماعة الإخوان عافيتها واستأنفت دورها أم لا، فسيقيض الله لهذه القضية من يحمل رايتها ويقود مسيرتها”، مستدركا :” لا أدرى مدى صحة ذلك. ليس من المروءة في شيء التخلي عن الرئيس محمد مرسي، وهو الذي رفض التنازل عن حق الشعب في الاختيار الحر، ووقف في مواجهة الانقلاب. الإصرار على شرعية الرئيس مرسي لا يقصد به الانتصار لشخص مرسي، وإنما لما يمثله من رمزية. فمن يتخلى عن مرسي فكأنما يقر الظلم الذي وقع ويرضى بالانقلاب الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء، وأدخل مصر في نفق مظلم، وقدم خدمات كبيرة للكيان الصهيوني ولأنظمة التخلف والفساد والاستبداد التي مولت العسكر وحرضتهم على الانقلاب على الديمقراطية”.