اعتبر بشار الأسد، رئيس النظام السوري بأن بلاده تواجه في الوقت الحالي ما أسماه “إرهابا وهابيا إخونجيا”، في كلامه خلال لقاء موسع للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي برئاسته، حسب ما ذكرت “سانا” وكالة الأنباء السورية الرسمية.
قال الأسد في لقائه هذا :” حزب البعث العربي الاشتراكي كان مستهدفا منذ بداية الأحداث في سوريا؛ بسبب فكره القومي، ليس فقط على المستوى السياسي، بل الإعلامي أيضا”، متهما من اعتبرهم “أعداء سورية” باستخدام الأدوات المتاحة وغير المتاحة في حربهم على الدولة، وعلى رأسهم “الإرهاب الوهابي والإخونجي”،، وأضاف الأسد :” المعركة بين الحزب والتيارات الإخونجية المتعصبة ليست حديثة العهد، وإنما تعود إلى ستينيات القرن الماضي، وهذا أمر طبيعي إذا أخذنا بعين الاعتبار فكره القومي من جهة، والشعبية التي حظي بها خلال العقود الأخيرة من جهة أخرى”.
وواصل رئيس النظام السوري :” أحد أهم أهداف الحرب كان ضرب الفكر القومي، وإرغام سوريا على التخلي عن الفكر العروبي، مؤكدا أن سوريا تنتمي إلى الأمة العربية، وبالتالي لم ولن تنجح محاولاتهم هذه، وحزب البعث له دور مهم في تكريس انتماء سوريا العروبي، النابع من إيمانه بأن سورية هي أساس العروبة”.
الأسد كثف في الفترة الأخيرة من خرجاته الإعلامية، خصوصا بعد مجزة خان شيخون بإدلب، والتي قام من خلالها الجيش النظامي السوري بقصف البلدة عبر الأسلحة الكيماوية، والتي تسببت في موت المئات من المدنيين، أغلبهم من الأطفال والشيوخ.
وكان الأسد في حوار مع وكالات إعلامية روسية قد قال بأن هذه المجزرة هي مفبركة من طرف ما سماهم “الإرهابيين” حيث قال :” نعتقد أنها كانت مفبركة لسبب وحيد وبسيط: لو كان هناك تسرّب غازي أو هجوم بالغاز، وأنت تتحدث عن 60 شخصا قتلوا في تلك المدينة، كيف تمكنت المدينة من الاستمرار بالحياة بشكل طبيعي؟ لم يقوموا بإخلاء المدينة. لا أحد غادرها، واستمرت الحياة كالمعتاد، وهذا سلاح دمار شامل. وبعد أيام، هاجموا الشعيرات حيث قالوا إن مستودعات الغاز موجودة. هاجموا جميع المستودعات ولم يكن هناك أي غاز يتسرب من ذلك المطار”.
ويبدو أن هذه الخرجات الإعلامية جاءت بعد أن أثار هجوم خان شيخون غضبا دوليا، جعل روسيا وإيران تتبرآن منه رغم دعمها الكبير لنظام الأسد في سورية.
واعتبر العديد من المتتبعين للشأن الداخلي السوري، بأن الأسد يقوم بجهيز قبره بيده بسبب عدم التزامه بتعليمات إيران وروسيا، حيث ظهر بشكل سيء أمام الرأي العام الدولي، وهو ما دفع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في قصف مطار الشعيرات بـ 59 صاروخ ردا على هذه المجزرة.
يذكر بأن الأسد دخل في صراع مسلح مع المعارضة منذ 6 سنوات بسبب عدم تخليه عن مقعده في رئاسة البلاد، بعد اندلاع الثورات السورية السلمية.