على النقيض من مواقفهم المشددة في زمن الاخوان المسلمين، لم يبدي حزب النور السلفي ردودا قوية بعد أن قام القيادي الشيعي العراقي عمار الحكيم بزيارة مصر ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في رغبة قوية لبناء تحالف ما بين مصر السيسي وعراق الشيعة، حيث دعى الحكيم السيسي إلى رعاية مؤتمر إقليمي بالقاهرة لحل مشاكل المنطقة.
حزب النور السلفي، الدرع السياسي للدعوة السلفية في الاسكندرية أحد التيارات الاسلامية القليلة المؤيدة لنظام عبد الفتاح السيسي، قام بتصريحات متحفظة حول هذه الزيارة، وذلك عبر تصريحين فقط أدلى بهم قياديين في الحزب، عكس ما قام به الحزب في أيام مرسي بعد رفضه الشديد لانفتاح الرئيس محمد مرسي على الشيعة، وتنظيم الحزب وقتها حملة منهجية لرفض هذا التقارب، اعتمدت على مؤتمرات وخطب جمعة ومطويات، بمحافظات مصر”.
وجاء التصريح الأول من طرف رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، الدكتور أحمد خليل خير الله، وعضو الهيئة العليا، والثاني من طرف عضو الهيئة العليا للحزب، صلاح عبد المعبود، في الوقت الذي التزم الصمت كل من نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، ورئيس حزب النور يونس مخيون، والمرجع السلفي أحمد فريد، وحتى الشيخ محمد حسان”.
وحسب صحيفة “الفتح” التابعة للدعوة السلفية بالإسكندرية، أعرب خير الله عن تحفظه الكبير على زيارة الحكيم للقاهرة، حيث قال :”القيادي الشيعي هو زعيم ما يسمى بالمجلس الأعلى الإسلامي الشيعي، ورئيس التحالف الوطني الشيعي بالبرلمان العراقي، والزيارة تهدف إلى التسويق للتسوية السياسية في العراق، التي جرى التجهيز لها في إيران للحفاظ على نفوذها القوي، وهيمنتها على الشأن العراقي”.
وتابع ذات المتحدث :” البعد الآخر للزيارة هو تجميل الوجه القبيح للقيادات الشيعية والميليشيات التي تأكد للجميع تبعيتها لطهران، وذلك قبيل الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في سبتمبر القادم”، متسائلا :” كيف لنا أن نجري مباحثات أمنية مع من يقود مليشيات في العراق، ليس لها أي صفة رسمية، ونهجها طائفي، وتتبنى الفكر الفارسي القائم على التدخل السافر في شؤون الدول العربية؟”.
وعبر تويتر، قال عضو الهيئة العليا لحزب “النور”، صلاح عبد المعبود حول الزيارة :” عمار الحكيم.. مرحبا بك في مصرنا.. الشيعة خطر على الأمن القومي العربي.. أينما حلوا، وأينما ارتحلوا كانوا نذير شؤم”، ومع ذلك دافع نوعا ما عن الزيارة حيث قال :” هذه الزيارة تأتي في إطار العلاقات بين الدول، وتخضع لتقديرات مؤسسة الرئاسة، ووزارة الخارجية”.
وحول ردة الفعل العنيفة أيام مرسي، قال عبد المعبود :” المشكل كان حول محاولات إحداث تقارب شعبي من خلال انتشار الحسينيات والتشيع في ربوع مصر، ولكن حاليا لا يوجد أي نشاط لهم”.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقوة مع هذه التصريحات حيث قال أحد النشطاء :” “أقصى شيء بالنسبة لكم هو التحفظ بس ليه.. لأن البيادة تقيلة على دماغكم، وسدت فمكم”، فيما وصف الثاني بالقول :” موقف لين.. يا أتباع البلاط.. لما كان حاكم مسلم أراد نصر المسلمين، والحكم بالإسلام، شننتم عليه هجوما شرسا، والآن نراكم تتخذون مواقف لينة مع حاكم يريد إسقاط مصر”، فيما أضاف ثالث :” “ضيعتم رئيسكم الشرعي، وارتميتم في أحضان السيسي، وتأكلون مع الذئاب، وتبكون مع الراعي”.