اعتبرت بثينة قروري، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية إن إفشال رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران جاء بسبب عدم رغبة الدولة العميقة في المغرب في أن يكون هنالك نموذج لزعيم سياسي سيرسخ نفسه بعد فوزه في ثالث انتخابات على التوالي.
القروي وهي أستاذة العلوم السياسية والقانون الدولي بجامعة مراكش قالت أن الملك المغربي محمد السادس تعامل مع موجات الربيع العربي بشكل ذكي جدا، والذي فاق في ذكائه مطالب وطموحات الشباب المغربي بعد خروجهم في 20 فبراير.
وحول الحزب في الساحة السياسية في المغرب قالت المتحدثة :” خطّ حزب العدالة والتنمية خطا تصاعديا في تواجده بالحياة السياسية المغربية منذ دخوله المشهد السياسي في انتخابات عام 1997، حيث استطاع أن ينتقل من تسعة مقاعد برلمانية إلى 42 مقعدا ثم 46 مقعدا، فـ107 مقاعد في 2011، إلى أن حصل في انتخابات 2016 على 125 مقعدا بالمجلس التشريعي”، مضيفا :” وبعد خمس سنوات من وجوده في الحكم لم تتراجع شعبيته، وإنما اكتسح انتخابات البلديات في 2015، واستحوذ على رئاسة أغلب مجالس كبرى المدن المغربية، كالدار البيضاء، والرباط، وبراقش، وطنجة، وتطوان، وفاس، وسلا، من بين 200 مدينة ومحافظة فاز بها، على الرغم من اتخاذ الحزب عددا من القرارات الاقتصادية القاسية على المستوى الشعبي، مثل صندوق المقاصة والتقاعد”، مستفيضة :” هنا تحركت الدولة العميقة “التماسيح والعفاريت” بحسب وصف رئيس الوزراء السابق عبدالإله بنكيران، لعرقلة الحزب ووقف تقدمه في المرحلة الفاصلة بين عامي 2015 و2016، فقامت هذه العفاريت بممارسة ضغوط لتعديل قانون الانتخابات، بحيث يتم تقليص العتبة (نسبة إجمالي الأصوات المؤهلة للأحزاب بدخول البرلمان) من 6 بالمئة إلى 3 بالمئة، لإفساح المجال امام أكبر عدد من الأحزاب السياسية في البرلمان، ومن ثم تقليص مقاعد حزب العدالة والتنمية”.
وحول نجاح خصوم الحزب في مسعاهم قالت النائبة الإسلامية :” لعكس هو ما حصل، حيث استفاد الحزب من هذا الإجراء في مقاعد الصحراء المغربية، وفاز عدد كبير من مرشحي الحزب هناك بعد انخفاض العتبة إلى 3 بالمئة، وفي هذا السياق نظمت التماسيح والعفاريت مسيرة ضخمة في الدار البيضاء، وتم تجييش المواطنين لها قبيل الانتخابات، وفوجئ المشاركون برفع شعارات “لا لأخونة الدولة” و”بنكيران.. ارحل”، واستلهام شعارات تم استحضارها من الانقلاب في مصر وإسقاطها على السياق المغربي”، مضيفا :” وهو ما استفز قطاعا كبيرا من المشاركين في المسيرة، ورفضوا خداعهم، وكان ذلك من حسن طالع “العدالة والتنمية”، إذ أتت هذه المسيرات برد فعل عكسي، ورفضها البعض وقالوا إننا خرجنا نرفض الإرهاب وليس بنكيران، وشعروا بأنهم خدعوا، فقررت مجموعة كبيرة من الليبراليبن واليسار المحترمين وكثير من الجماهير التصويت لنا، بسبب محاولة خداعهم، مما أدى إلى زيادة نسبة التصويت لصالح حزب بنكيران”.
ورفضت ذات المتحدثة أن يكون هنالك علاقة بجماعة الاخوان المسلمين حيث قالت :” لا وجود لجماعة الإخوان المسلمين في المغرب، ونحن لسنا فرعا للإخوان، فالتجربة المغربية متفردة، وليس لها علاقة بالإخوان المسلمين، سواء تنظيميا، أو فكريا، وإن كنا نتقاطع في بعض القضايا، فـ”العدالة والتنمية” و”حركة التوحيد والاصلاح” المغربيين؛ شقا نموذجا ومنهجا خاصا بهما؛ يختلف تماما في قراءته للواقع وأدبياته الفكرية، وعلاقته بالمرأة وبالسياسة وبالديمقراطية والاقتصاد”.