بعد التفجيرات التي عرفتها مصر من خلال كنيستي طنطا والاسكندرية، قالت تقارير صحفية غربية بأن العلاقة بين النظام السياسي بمصر والأقباط حيث يعتبر مسيحيو مصر بأن السيسي لم يعد قادرا على حمايتهم من هجمات داعش.
وانتقد الكثير من الأقباط النظام المصري محملينه مسئولية الفشل في حمايتهم وتأمين الكنائس، حيث قام بعض الأقباط الغاضبين في الاسكندرية ضد السيسي مطالبين إياه لابرحل، حيث اعتدى بعض المسيحيين في طنطا لأول مرة بالضرب على مدير أمن الغربية داخل الكنيسة التي زارها ساعات من التفجير لتقديم التعازي لرجال الدين المسيحيين.
وقالت إذاعة “صوت أمريكا” تعليقا على إلغاء البابا تواضروس الاحتفالات الدينية مقتصرا على الصلاة، حيث قال :” إلغاء الأقباط لاحتفالات العيد هذا العام، “رسالة غضب ضد السيسي، وإشارة نادرة على سخطهم من النظام”.
من جهته قالت صحيفة “بيلد” الألمانية :” السيسي تخلى عن الأقباط، ولم يحقق لهم الأمان الذي وعدهم به أمام العالم أثناء زيارته للكاتدرائية لتهنئتهم بعيد الميلاد قبل عدة أشهر”، مضيفة :” منذ تولي السيسي الحكم؛ ازداد وضع الأقباط سوء”، مشيرة إلى أن “دعم الكنيسة للنظام، وعلاقة الصداقة بين تواضروس والسيسي؛ فاقمت من تكرار الهجمات الإرهابية على الأقباط في البلاد”.
وأكدت الصحيفة :” عدم تصدي النظام للهجمات الإرهابية على الأقباط، على الرغم من مساندتهم المطلقة له؛ سيجعل من الصعب على قيادات الكنيسة استيعاب غضب الأقباط، أو تبرير ممارسات السيسي في المستقبل”.
من جهته قال جمال مرعي، الباحث السياسي :” هناك فشلا واضحا في المنظومة الأمنية، حتى إن النظام الحالي أصبح عاجزا عن حماية الكنائس”، مشيرا إلى أن “غضب الأقباط ضد النظام أصبح جليا أيضا للجميع خلال الشهور الماضية، حيث اختفت هتافات التأييد للسيسي في التجمعات القبطية، وحلت محلها الهتافات الغاضبة من النظام”، مضيفا :” لكن على مستوى القيادات؛ ما زالت الكنيسة تؤيد النظام، ولا أعتقد أن هناك غضبا من جانبها تجاه النظام؛ لأنها تعي تماما دقة المرحلة التي تمر بها البلاد، وحالة الترصد الواضحة من جانب التنظيمات الإرهابية ضد الأقباط، بحجة تكفيرهم واستباحة دمائهم”.
وتابع ذات المتحدث :” خلال العقود الماضية؛ كانت الكنيسة تنجح في السيطرة على الغضب القبطي عندما كانت تحدث حوادث فتنة طائفية، أو اضطهاد للاقباط، الغالبية الساحقة من الأقباط لا يستطيعون مخالفة توجهات الكنيسة حتى لو كانوا في حالة غضب من النظام، ولا أعتقد أن العلاقة بين الكنيسة والنظام ستتغير في الفترة المقبلة؛ لأن الوضع الأيديولوجي لهذه العلاقة ثابت تاريخيا، فهم يعلمون جيدا أنه في كل الصراعات السابقة بمصر كان الإرهابيون يستهدفون الأقباط”.
من جهته قال مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية في تصريحات صحفية :” أخشى أن يخلق تكرار الحوادث الإرهابية، والفشل الأمني المتكرر؛ نوعا من العداء القبطي تجاه النظام”، مضيفا :” الأقباط كتلة كبيرة في مصر، ولا يمكن الاستهانة بهم، والنظام يعلم ذلك جيدا، لذلك يقوم السيسي بنفسه بمحاولات متكررة لاحتواء غضب القيادات القبطية؛ من خلال زيارته للكنيسة أكثر من مرة”.
وأكد المتحدث :” السيسي حريص على توطيد علاقته بالبابا تواضروس؛ لأنه يفهم جيدا عقلية المواطن القبطي ومدى احترامه للبابا، ولذلك فهو يقوم بتوصيل رسائله للأقباط من خلال البابا تواضروس”، لكنه حذر من أن “علاقة السيسي بالبابا مرشحة للتوتر بسبب تزايد حوادث استهداف الأقباط”، مؤكدا :” لم يعد الأقباط فقط هم من يشعرون بالسخط على النظام، فهناك غضب شعبي عام تجاه النظام من غالبية المصريين، أقباطا ومسلمين، بسبب الإجراأت الاقتصادية، وزيادة الأسعار، وتدهور الظروف المعيشية، وهذا يلمسه المواطن القبطي والمسلم على حد سواء، كما أن تكرار الحوادث الإرهابية يعزز من فقدان الثقة في النظام لدى أي مواطن”.