أياما قليلة بعد خروجه بكلمة مرئية كشف فيها عن وجهه للمرة الأولى، عاد أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة سابقا المسماة بجبهة فتح الشام حاليا بشريط صوتي نشرته مؤسسة ” البينان ” الذراع الاعلامي للجبهة على موقع اليوتيوب.
الجولاني وخلال كلمته وجه رسالة إلى أهل مدينة حلب مهنئا إياهم بالانتصارات الماضية وواصفا النتائج الحالية ” بالانتصار المؤزر ” فيما لازالت الجبهة تخوض معركة لفك الحصار على المدينة السورية رفقة بعض الفصائل من الجيش الحر ضد جيش النظام السوري والدول الداعمة له وعلى رأسها روسيا وإيران.
واعتبر الجولاني أن ما يتم تحقيقه من انتصارات على أرض المعركة يتعدى مسألة فك الحصار عن حلب التي تعرضت للقصف أكثر من مرة عن طريق الطيران السوري والإيراني إلى تغيير موازين القوى على الساحة السورية ورسم ملامح جديدة للصراع بين الطرفين.
زعيم جبهة فتح الشام أكد في ذات التسجيل الصوتي أن أكثر ما يهم جبهته هو اجتماع الفصائل المقاتلة للأسد على صف واحد وهو ما يسعى الجولاني إليه بعد أن قام بإعلان إنهاء ما كان يسمى بجبهة نصرة أهل الشام وفك الارتباط مع القاعدة، في خطوة أعرب فيها سابقا عن أمله في توحيد صفوف من يسميهم ” بالمجاهدين ” وسد ذريعة النظام الدولي في قصف الجبهة على اعتبار أنها على علاقة مع تنظيم القاعدة الذي يعتبر حسب جميع الدول الأوروبية والعربية ثاني تنظيم ارهابي بعد تنظيم داعش.
الجولاني أبدى سعادته بالتفاعل مع الأحداث في حلب معتبرا أن معركة جميع فصائل ” السنة ” واحدة مع المشروع الإيراني في المنطقة.
جدير بالذكر أن هذا التسجيل الصوتي هو الأول لمؤسسة البيان، المؤسسة الاعلامية التابعة للجبهة الجديدة بعد أن تخلت هذه الأخيرة عن مسمى ” المنارة البيضاء ” لذراعها الاعلامي في خطوة تهدف إلى تغيير كامل على جميع الأصعدة إعلاميا ومؤسساتيا، حيث تنسجم هذه التسمية مع مشروع الجبهة الجديد الرامي إلى توحيد الفصائل المقاتلة كما كان قد أعلن عن ذلك الجولاني في كلمة له تم نشرها على موقع اليوتيوب.
وكانت جبهة النصرة قد اتخذت وقتا ليس بالقصير من أجل التباحث في مسألة فك الارتباط مع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري ، حيث كانت القاعدة قد أسست جبهة النصرة في الأراضي السورية مباشرة بعد بداية الثورة من أجل تجهيز مقاتلين يواجهون النظام عسكريا كما كانت قد دعت السوريين إلى حمل السلاح على اعتبار أن نظام « آل الأسد « لن يستسلم عن طريق المظاهرات السلمية كما كان قد حدث في عدد من الدول التي عاشت الربيع العربي، لتصبح بعدها جبهة النصرة أحد أهم الفاعلين على الأراضي السورية وأحد أكثر التنظيمات الارهابية تطرفا حسب كل من واشنطن وموسكو.