لم يعد في قلوبهم متسع للألم فلقد استهلكوا رصيدهم من المعاناة لدرجة تجمدت معها الدموع بالمآسي واحتبست الصرخات في القلوب وفي غزة لم يعد السكان الذين ودعوا منازلهم وذويهم يطلبون أكثر من وقف لإطلاق النار هم يريدون فقط أن يتخلصوا من طنين القصف الملتصق بذاكرتهم حتى بات شبيها بناقوس يصم آذانهم.
في غزة يمكن أن تسأل أي نازح عن أمنيته الوحيدة ولن يتأخر في أن يرد مسرعا وبلا تفكير: هدنة.. نعم هدنة تخرس صوت الحرب للأبد وتخمد رائحة الموت المنتشرة في كل شبر من القطاع المدمر وعدد من هؤلاء النازحين في خان يونس أعربوا عن أملهم في أن يتوصل الوسطاء المجتمعون في قطر اليوم الخميس (15 أوت) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع لكنهم يشككون في موافقة إسرائيل عليه وبدأت اليوم جولة جديدة من التفاوض حول هدنة في قطاع غزة بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية فيما تجاوز عدد قتلى الحرب المتواصلة منذ عشرة أشهر الأربعين ألفا وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.