قدم حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي، مساء أمس الأربعاء، اعتذارا لكل الجزائريين بعد التصريحات التي اعتبر فيها أن شارل ديغول منح الاستقلال للجزائر لجمال عبد الناصر.
و نقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن القاسمي قوله “إذا كان اخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافا بحقهم فأنا اعتذر عن ذلك ولهم كل الود والاحترام”.
و أضاف القاسمي أن ثورة الجزائر التي قامت سنة 1954 واستمرت حتى سنة 1962 على يد جبهة التحرير الشعبية الجزائرية سببت أزمات حادة في فرنسا، مشيرا إلى أنها كانت وراء سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة ورجوع شارل ديغول للحكم والإطاحة الحكومات الفرنسية المتتالية. وقال حاكم الشارقة، إن رئيس فرنسا كلف الجنرال شارل ديغول برئاسة الحكومة في شهر مايو 1958 وقام بزيارة الجزائر في شهر يونيو من العام نفسه وعند رجوعه منها لفرنسا حدثت محاولة انقلاب على يد بعض الضباط المتمسكين بفرنسة الجزائر وعلى إثرها سلم رئيس الجمهورية الفرنسية كل سلطاته لرئيس الحكومة شارل ديغول وكانت هذه الحكومة هي الرابعة وذات الدستور الفرنسي الجديد.. وفِي الاستفتاء الذي أجرى في 28 سبتمبر من العام 1958 طلبت الموافقة على الدستور الجديد الذي وضع أسس الجمهورية الخامسة وفِي أكتوبر من العام نفسه كان ديغول يراهن على امكانية العيش بين الجزائر وفرنسا في نظام مرجعية واحدة.
و أضاف القاسمي : ” غير أن تسارع الأحداث وانتقال الصدامات إلى الداخل الفرنسي أدى مرة ثانية لمحاولة انقلابية من جانب جنرالات فرنسا في الجزائر و فرنسا .. وفِي يناير من العام 1961 تقرر الاستفتاء على تقرير المصير في فرنسا والجزائر وفِي يوم واحد اتصلت الحكومة الفرنسية سرا بممثلي جبهة التحرير الجزائرية في روما الإيطالية.. وجرت المفاوضات بين الجهتين في مدينة إيفيان الفرنسية الحدودية مع سويسرا.. وفِي 13 مارس 1962 أعلن عن وقف إطلاق النار في الجزائر إثر استفتاء تقرير المصير بالرغم من نشر الاتفاقية التي تمت بين الجانبين في الصحف الفرنسية الرسمية وصحيفة المجاهد الجزائرية .
و قال سلطان بن محمد القاسمي:” إنني لست جاهلا في تاريخ الجزائر .. ففي 16 مارس 1986 قمت بزيارة رسمية لجمهورية الجزائر ألقيت خلالها محاضرة أشدت فيها ببطولات جبهة التحرير الجزائرية ووصفت الجهاد الذي كان قائما في منطقة الجبال والذي رافق صيحات ” الله أكبر” التي عمت أرجاء المنطقة كلها.
و قال المتحدث:” ديغول الذي كان أشرس إنسان في تعامله مع إخوتنا في الجزائر من المجاهدين والمقاومين حتى وصفته بأنه كالعود من الخَشب به شوك كثير لكن بعد رئاسته الحكومة اتصلت تلك الحكومة سرا بجبهة التحرير وبدأت المفاوضات” .