في وقت لم تندمل فيه جراح محافظة أبين جنوبي اليمن من آثار “فاتورة” تحريرها من تنظيم القاعدة ثم من ميليشيا الحوثي قبل سنوات يعود الطرفان المتناقضان فكريًا وعقائديًا بعلاقة تكاملية في مواجهة قوات الحكومة المعترف بها دوليًا.
وتمثّل محافظة أبين الممتدة بسهولها وهضابها على ساحل البحر العربي أهمية نابعة من موقعها كبوابة شرقية للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن وخط دفاعها الأول وهو ما يضعها كهدف دائم للتربّص بعدن واستقرارها على مدى محطات الصراع في اليمن وعلى الرغم من تحرير أبين من القاعدة في العام 2011 واستعادتها من قبضة ميليشيا الحوثي في العام 2015 إلا أن خطرهما مجتمعين لا يزال قائمًا في ظل التحوّلات والتحالفات التي تشهدها العلاقة بينهما واستمرار هشاشة الأوضاع الأمنية في المحافظة يقول الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الأصولية محمد بن فيصل إن العلاقة بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة مرّت بعدة مراحل إذ كانت منذ عهد أسامة بن لادن في حالة من عدم العداء “وهذا ما كشفت عنه وثائق (أبوت آباد) المسرّبة التي يعطي فيها بن لادن توجيهات لناصر الوحيشي (زعيم القاعدة في جزيرة العرب) بعدم مواجهة الحوثيين أو الانشغال بهم”.