بعد أن صدع إعلام الجنرالات رؤوسنا على أن الجزائر افصل من دولة سويسرا وتتفوق على كل دول الافريقية الفقيرة لكن الغريب لو زرت بلادنا ستشاهد مظاهر اقتتال الجزائريين على المواد الغذائية حيث تشهد المحلات التجارية والفضاءات الكبرى بمختلف ولايات بلادنا طوابير وازدحام وتدافع ومعارك وتشنجات وتجاذبات للظفر بالمواد الغذائية.
“الجزائريين يموتون في الطوابير اكثر من الأشخاص الذين يموتون في الحروب ” عبارة أصبح يرددها أصحاب محلات بيع المواد الغذائية بسخرية كلما جاء زبون يسأل عن دقيق القمح الصلب حيث اختفى من المحلات والمساحات الكبرى للمواد الاستهلاكية والغذائية ومنذ أكثر من أسبوع حسب ما أوردته مصادر حكومية حيث يواجه 44 مليون جزائري نقصًا حادًا في المواد الغذائية خاصة السميد بعد عمليات شراء ضخمة لهذه المادة الأساسية في غذاء الجزائريين حيث تسببت بها شائعة حول نفاذ المخزون مع بداية الربيع تم تناقلها بشكل كبير عبر موقع فيسبوك وقال رفيق وهو مقاول شاب “لم يسبق لي أن اشتريت كيسًا من السميد بوزن 25 كيلوغراما ولكنني أخشى أن الوضع سيزداد سوءا وأن الخبازين سيغلقون محلاتهم خوفًا من هجوم الجوعى وأضاف هذا الأب لطفلة تبلغ أربع سنوات إن يحدث ذلك ما الذي سنأكله؟ كان علي أن أدفع 1700 دينار بدلاً من 1200 دينار مقابل كيس السميد لكن لم يكن لدي خيار وتداولت وسائل الإعلام خلال هذا الاسبوع أخبار ومشاهد لطوابير السيارات التي لا تنتهي على محطات البنزين يوميا أثار غضب السكان وبيّن مدى الخلل الكبير في تموين الولاية بالوقود الذي يعتبر مادة حيوية للسكان وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد طوابير السيارات على محطة الوقود والتي امتدت لعدة كيلومترات اصطفت فيها أزيد من 175 سيارة وكانت حينها المحطة مغلقة وهو حال الكثير من محطات الوقود ما يطرح الكثير من الأسئلة حول مخطط التموين الخاص بالمدينة خاصة بعد النقص الفادح للمواد الغذائية وتشهد مادتا الدقيق الطري والقمح الصلب ندرة حادة في أسواق البلاد ما جعل المواطنين ينتظمون في طوابير طويلة أمام المحلات التجارية تتخللها اشتباكات وشجارات وصلت إلى حد تدخل أعوان الشرطة أملا في الحصول على كيلوغرام واحد من المادتين وسط تطمينات المصالح التجارية بتوفرها وبكميات كبيرة واشتعلت الأسعار بأسواق الجملة والتجزئة لبيع الخضر والفواكه وشهدت ارتفاعا مرعبا خاصة مادة البطاطا الواسعة الاستهلاك بين الجزائريين في ظرف أسبوع واحد بمعدل زيادة تجاوز المعقول وفي السياق قام مواطنون بنشر فيديوهات تعكس حالة الالتهاب التي تشهدها الأسواق وأدان هؤلاء استغلال التجار للأزمة الصعبة التي تمر بها بلادنا وبالمناسبة استجابت جمعيات خيرية خليجية وخاصة القطرية لنداء سكان الولايات الجنوبية الأكثر تضررا ومهددين بالجوع وقدمت لهم 5 شاحنات محملة ب 20 طن من المواد الغذائية تضامنا مع سكان الجنوب والذيم مازالوا يعيشون حياة البشر البدائيين.