مازلنا مستمرين مع مغامرات السائح الفرنسي بالبلاد ومع تجاربه الاجتماعية مع المواطن الجزائري واحتكاكه به عن قرب رغم الحراسة المشددة من طرف اذناب السلطة الديكتاتورية بالبلاد والمخبرين المنتشرين في كل ربوع الجمهورية الذين يرافقون السائح الفرنسي كظله في كل حركاته وسكناته يراقبونه بحيطة وحذر ولا يستطيعون حجزه وتعذيبه في معتقلاتهم السرية فقط يراقبونه ويوفرون له الحماية والوقاية من اللصوص وقطاع الطرق في بلد يدعي فيها النظام الظالم اننا بلد العدل والديمقراطية.
هذه المرة لم يشتري السائح الأجنبي الطعام والماء للمواطنين والمواطنات الجوعى والعطشى كالمرة السابقة بل كان يقوم بجولة بعد الإفطار ويعطي لكل من يقابله 100 دولار كاملة كتجربة اجتماعية جديدة ويلاحظ ردة فعل المواطنين بهذا المبلغ البسيط فكان اول من أعطاه المائة دولار الأولى رجل في الاربعينات من العمر رب عائلة تظهر عليه علامات الفقر والوهن فما إن قبض المسكين على الثروة الصغيرة حتى قبض على يدي السائح الفرنسي يقبلها ويقول له وهو يبكي “هذا المبلغ سأنفقه كله على إطعام اولادي في شهر رمضان شكرا سيدي شكرا فرنسا” لم يستغرب السائح الفرنسي من طلاقة لسان الرجل باللغة الفرنسية فهو يعرف ان اغلب سكان بلادنا يتقنون اللغة الفرنسية افضل من اللغة العربية بكثير وصادف شابة جميلة متوجهة لبيتها فعرض عليها المبلغ المذكور فقبضته منه وقالت له وهي تبتسم “انتظرني سوف أذهب لأطعم ابنائي بسرعة واعود اليك لنذهب الى الفندق لنقضي الليلة سويا” نظر اليها السائح باستغراب وقال لها “سيدتي لا اريد منك مقابل… هذا المبلغ هدية مني اليك” نظرت اليه بامتنان وهي تقول “كنت اقضي ليلة كاملة يمارس علي الجنس بثمن وجبة “طاكوس” رخيصة وقنينة زيت تافهة اما ان تعطيني هذا المبلغ كله فانا مستعدة ان أكون لك في أي وقت وفي أي مكان” تركها وذهب السائح يبحث عن من يستحق المساعدة فوجد مجموعة من الشباب يلعبون مباراة كرة قدم بالشارع فتكلم معهم وأعطى كل واحد منهم 100 دولار كاملة فاجتمع عليه الشباب وبدئوا يصيحون “يالكاوري ماناش ملاح..يالكاوري ماناش ملاح…”ابتسم لهم السائح الفرنسي وذهب في حال سبيله تاركا كل واحد مع أحلامه البيضاء نعم سائح فرنسي واحد بعث الامل في الجزائريين.