ظاهرة عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات تتحمّلها الحكومة والأحزاب السياسية بالدرجة الأولى على اعتبار أنها خلقت جوا من اليأس والإحباط من خلال خطابات القيادات السياسية التي لا تساهم في الرفع من مستوى الوعي السياسي لدى المواطن وزرع روح الانتماء إلى الوطن فيه وتشجيعه على روح المبادرة وتعزيز المواطنة لديه بكل أبعادها.
خطابات الأحزاب لا تنفّر الشباب من المشاركة السياسية فحسب بل تقتل الأمل في المستقبل بعدما انتعش بعد الربيع العربي في سنة 2011 حيث ظن الجميع أن النظام والأحزاب سَتَتعِظْ وتقوم بتغيرات إلى أنّ أغلب الأحزاب أو التحالفات لم تتغير ولم تستطيع إنتاج سياسات عمومية مبدعة وخلاقة قادرة على تحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للمواطنات والمواطنين بالإضافة إلى عدم القدرة على الالتزام بالبرامج الانتخابية إن وُجدت في أصل ثم غياب رؤية مستقبلية للجزائر وغياب التأطير السياسي اليومي للمواطنين. فالإخفاقات السياسية المتتالية أفقدت الشبابَ الثقة في نفسه وفي الأحزاب والمؤسسات لأنّ السياسات المتَّبعة من طرف أغلب الأحزاب السياسية فاشلة والممارسات المسيئة للعملية الانتخابية بالإضافة إلى غياب قيادات سياسية حاملة لمشروع مجتمعي حقيقي يساعد على بناء دولة الحق والقانون وتحقيق العدالة الاجتماعية تجعل فئة كبيرة من الشباب تبتعد عن المشاركة في العملية الانتخابية ولا تثق فيها.
كلّ الإغراءات التي سيقدمها النظام للمواطن لدفعه إلى المشاركة في العملية السياسية لن تُثمر أيّ نتائج ملموسة لأنَّ نسبة الشباب المشاركين في الانتخابات لن تتعدّى 8 بالمائة، بينما سيشارك 12 بالمائة من أميين في المسرحية أمّا نسبة المنخرطين من شباب في حزب سياسي فلا تتعدّى 1 بالمائة فما الفائدة من التصويت إذا كانت الأحزاب تعدنا بحياة الرفاهية أثناء الحملة ونسبة نمو 5% وعيش كريم والقطع مع الفساد وبعد حصول الحزب على كرسي الحكومة يتحالف مع الفساد ويمنح أجور وتعويضات سمينة للمفسدين ويطبق إملاءات البنك الدولي بالحرف ويفرض خطط إصلاح ما نهبه المفسدون بالاعتماد على الشعب المغلوب ما الفائدة من حكومة لم تستطع حتى محاكمة اصغر المفسدين.
نعم يحق للنظام أن يرفض ملفات ترشيح المرشح سبيسيفيك والمرشح مولاتي سيد احمد لان عدد الممثلين في المسرحية محدود وادوار وزعت على أصحابها سلفا والنظام أصبح لا يريد ممثلين يخرجون على النص.