تطرقت صحيفة “هارتس” الاسرائيلية واسعة الإنتشار لمسألة تغيير الأوضاع التي تعيشها المملكة العربية السعودية وذلك على ضوء رؤية 2030 في تقرير قال أن كل هذا ينشأ من تنامي دور الشباب وذلك بقيادة ولي ولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت هارتس في هذا التقرير التحليلي :” الشباب السعوديون يجدون صعوبة في حل التناقض بين الاسلام المحافظ، وبين ملذات الغرب، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تدفع إلى الحد من تأثير الدين”، مضيفة :” بخصوص الصراع المستمر والمتزايد بين السعودية، وإيران، ما سيحسم مصير المملكة هو سلوك آل سعود في مواجهة التحديات الداخلية”.
وعن التحديات التي تواجه المملكة في الوقت الحالي قالت الصحيفة العبرية :” أهم هذه التحديات الداخلية هي البطالة، نقص الشقق السكنية، والتمييز ضد النساء والأقليات، وعدم وجود الرضى الذاتي”، زاعمة :” فئة كبيرة من الشباب السعودي باتت غير متقبلة للتناقض الذي تعيشه بين التربية “الوهابية”، والانفتاح على التطور” على حد قولها.
وتحدثت الصحيفة عن بعض الأحداث التي عرفتها السعودية بالقول :” هنالك مجموعة من الشبان والفتيات، اعتقلوا على خلفية ضبطهم في حفل ماجن شربوا فيه الكحول، وارتدوا ملابس غير محتشمة، أولئك الشبان والفتيات تحوّلوا إلى “نجوم” رغما عن السلطات السعودية”، مضيفة :” القائد الشاب المتمرد محمد بن سلمان، هو من يدير البلاد بشكل فعلي، رغم كونه الرجل الثالث في هيكل القيادة”.
وتابع التقرير :” المملكة العربية السعودية دولة صعبة على الهضم حتى من قبل بعض مواطنيها، دولة مليئة بالتناقضات، ولكن المفارقة أن طابعها هذا هو الذي مكنها من البقاء أمام تحديات أيديولوجية وعسكرية وسياسية”.
واعتبرت الصحيفة أن أكبر تحدي يواجه البلاد هو إعادة تعريف الهوية وذلك لأن الدمج بين الدين والتقدم هو أمر صعب للغاية، لكنها استدركت بالقول :” لكن بفضل الحكمة السياسية للملوك وقراءة الأصوات المختلفة في الميدان، فقد نجحوا في السير في المياه العاصفة”.
وختمت هارتس تقريرها بالقول :” هنالك استمرار النظام السعودي بـ”الدوس على الحريات وحقوق الإنسان، في مقابل استمرار تمكين بعض الحملات التي تسعى للتغيير تحت الرادار الغربي “.
هذا وتعرف المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي عنفا فكريا إيديولوجيا بين المحافظين وبين الليبراليين، حيث تم إحداث هيئة تسمى “هيئة الترفيه” وهي المقابلة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعروف في البلاد.
وبدأت هذه الهيئة الجديدة بالعمل بشكل كبير عبر الحفلات الموسيقية واستضافة المهرجانات وكل هذه الأمور التي كانت شبه محرمة في البلاد قبل ذلك لخصوصيتها الدينية.
وكان ولي ولي العهد محمد بن سلمان قد أكد أن الإدارة السعودية لن تسمح أن يقوم أي شخص بإيقاف هذه المشاريع المتقدمة والتي تهدف بشكل كبير إلى تكوين بلاد سعودية متطورة ومتقدمة ولها خصوصياتها الدينية والثقافية.