اعتبر الطيب رجب أردوغان، الرئيس التركي أن ما تم فعله من طرف السلطات الهوندية تجاه قنصلية بلاده ومسئوليها هو أمر لا علاقة له بالأعراف والتقاليد الدولية، وهو الأمر غير المقبول والذي لن تسكت أنقرة عنه.
الرئيس التركي الذي قام بإلقاء خطاب له أمام حشد كبير بمدينة كوجالي التركية قال :” على هولندا تتعلم الديمقراطية أولا قبل أن تسعى لإعطاء النصائح والدروس للآخرين”، وذلك بعد أن كانت الحكومة الهولندية قد منعت هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها.
وتابع أردوغان :” لن نتقبل هذه الفضيحة من هولندا..نحن لن نركع أبدا إلا لله سبحانه.. ولن نركع أمام أي قوة أخرى.. لأن هذا الشعب سوف يقف إلى جانبنا”، داعيا المؤسسات الديمقراطية الأوروبية أن تحاسب هولندا على ما قامت بارتكابه.
وواصل أردوغان كلامه بالقول :” تعاملت بطريقة فاشية وواصلت عداءها للإسلام والشعب التركي.. وللأسف هذا تقوم به بعض الدول الأوربية الأخرى.. وهذا الأمر يهدد مستقبل أوروبا والاتحاد الأوروبي نحن صبورون ولكن سنرد عليهم بشكل قاس، وسوف نحاسب أولئك الذين قاموا بهذه الفعلة الشنيعة”.
وأكد الرئيس التركي في خطابه :” إن ما عشناه في هولندا إنما هي أمور تعارض وتخالف الديمقراطية، ولكن هل تسمعون أحدا في أوروبا يصرح حول الموضوع.. لا.. لأنهم يتفقون مع بضعهم البعض، لا يتعاملون معنا كدولة ديمقراطية ولكن كدولة فاشية..”.
وتابع أردوغان هجومه بالقول :” أوروبا فضحت نفسها أمس وكشفت أمام العالم كيف أنها بعيدة عن الديمقراطية”، مهددا كلا من هولندا وألمانيا بمحاسبتهما على سوء معاملتهما لمسؤولين أتراك منعت زيارتهم لتلك الدول وقال: “ما حدث تجاه مسؤولينا في أوروبا “فضيحة” لن نسكت عليها وحتما سنحاسب تلك الدول”.
من جهته اعتبر مارك روته، رئيس الوزراء هولندي أن تصريحات أردوغان النارية لن تساعد في حل الأزمة حيث أفاد :” التصريحات النارية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف الهولنديين بالنازيين لن تساعد في نزع فتيل خلاف دبلوماسي بين البلدي”، مضيفا :” هولندا لا تسعى لمواجهة مع أنقرة لكنها ستبحث خيارات أخرى إذا لم تكف تركيا عن إصدار مثل هذه التصريحات”.
وتابع رئيس الوزراء الهولندي في تصريحاته أمام الصحفيين :”والآن من مصلحة القيادة ومن مصلحة العمل المشترك محاولة وقف التصعيد لكن بالطبع يجب على الأتراك المساعدة وما يقولونه اليوم لا يفيد”.
وكان أردوغان قد واصل الحديث عن الاستفتاء الدستوري، والذي يعتبره من أحد أهم الأسباب التي فجرت الأزمة حيث قال :” هذه التعديلات الدستورية ستغير نظام الحكم في البلاد وستقوي من مؤسساتها في مواجهة المؤامرات، أدعو التركيين أن يتكفلوا بشرح التعديلات الدستورية للمواطنين قبل الاستفتاء عليها”.
كما هاجم أردوغان زعيم المعارضة حيث قال :” زعيم حزب المعارضة يقف، للأسف، مع الإرهابيين الذين يرفضون التغيير الإرهابيون الذين يقولون لا للتغيير هم من سفكوا الدماء”.