لم تعد الحملات الانتخابية فرصة أمام الأحزاب بمختلف مرجعياتها للتعريف ببرامجها وإقناع الناخبين بخياراتها السياسية بل تحولت إلى حلبة صراع لكيل الاتهامات وشيطنة الخصوم وهو ما يحصل حاليا في مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية حيث تشهد الساحة السياسية بالجزائر صراعا محموما بين الأحزاب وإن كان غير معلنا لحد الآن. لأن هناك من يفضل عدم استخراج ( أسلحته) إلى حين بدء المعركة الانتخابية وهناك من بعث برسائل لخصومه كعينة échantillon ليؤكد لمنافسيه بأنه يحتفظ في جعبته بمفاجئات وملفات وأرشيف وفيديوهات.
الحرب بدأت على ايقاع وفاة أحد اعضاء جبهة التحرير الوطني الافلان بورياح منصور البالغ من العمر 50 عاما وهو عضو سابق في بلدية تيارت بسبب أزمة قلبية نتيجة دخوله في نزاعات بين مؤيدي قائمة تشر̺عيات 2017 و المعارضين الذين كانوا ير̺دون غلق مقر محافظة الأفلان في تيارت.ثم فضيحة سقوط عضوة المكتب السياسي لجمال ولد عباس سليمة عثماني وإلقاء القبض عليها بسبب جريمة تلقي الرشوة بمبلغ كبير ايام قبل اعلان عن قوائم الترشيحات بمونكادا والمُبَلِغْ عن الجريمة ما هو إلا زميلها النائب البرلماني كحيل نوردين الذي كان مترشح بولاية قسنطينة وملفه كان بصدد دراسته من قبل جماعة ولد عباس بفندق مونكادا.
يرى بعض السياسيين أن هذا الصراع أيّا كان نوعه فهو أمر طبيعى ويحدث في أغلب دول العالم وذهب البعض إلى أن هناك مصالح تدفع بعض الأحزاب لخوض غمار تلك الحروب المعلنة نتيجة الاختلاف في التوجه والفكر والرؤى السياسية. غير أن هناك شبه اجماع أن الانتخابات ستمر في أجواء ساخنة لن تقل عن درجة حرارة الصيف.وفي نفس الوقت يتوقع بعض المحللين أن الحرب الكلامية والخطابية سيرتفع منسوبها إلى درجة المواجهة والمحاكمة العلنية للأشخاص المرشحين في محاولة لإضعاف الخصم أمام جمهوره.
الاحزاب عودتنا على رفع وتيرة الصراع والتجاذبات كلما اقتربت العملية الانتخابية وهو صراع إذا حققنا في جوهره نكتشف أنه صراع قائم على من له شرعية الوجود وليس حول البرامج والمشاريع والمرجعيات السياسية فحزب القديم يتهم الطرف الآخر بعدم أحقية وجوده داخل الحقل السياسي باعتباره حزبا وليد ظروف للتحكم تتعارض مع مسار التحديث الذي تنهجه البلاد في حين يتهم حزب الجديد خصمه السياسي باستغلال الدين من أجل قضاء مآرب سياسية مما يتعارض مع المقتضيات القانونية لم نرد ان نسمي تلك احزاب كي لا تكون دعاية مجانية لهم.