يحكي لنا الكثير من الناس والذين عاشوا حقبة ما بعد الاستقلال أنه جرى تأخير إعلان وفاة الرئيس هواري بومدين لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل لإكمال ترتيبات جديدة تضمن انتقال السلطة بشكل سلس أبرزها قطع الطريق على الوطنيين وإعطاء منصب الرئيس للبيدق الشاذلي بن جديد المقرب من الحركي والذي لا يستطيع ان يتحرك بدون ادن اسياده. ويعتقد أن هذه الترتيبات الجديدة وأبرزها تولي الشاذلي بن جديد دفة الحكم قد جرى التوصل إليه أثناء مشاورات عليا لكبار جنرالات الحركي لضمان انتقال سلس للسلطة ولذلك جرى تأخير إعلان وفاة الرئيس هواري بومدين لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل لإكمال هذه الترتيبات.
في منتصف نوفمبر 1978 بدأت الصحافة العالمية البحث عن أسرار غياب بومدين عن الظهور ولم تعرف مرضه إلا في ذلك الوقت مع أنه أصيب به في شهر سبتمبر ولم تجد إجابة حاسمة لغيابه عن المشهد السياسي فلجأت إلى احتمالات برزت فيما يليأن بومدين أصيب بالرصاص نتيجة لانقلاب فاشل بعدها بيوم واحد قالت لقد سقط فعلاً من الحكم بعد يوم آخر ذكرت أن مصادر دبلوماسية قد أبلغتها بانقلاب وقع بالفعل ونجى منه بومدين وألقي القبض على العناصر التي قامت به بعد ذلك بيومين أعلنت الوكالات أنه في الاتحاد السوفياتي للتفاوض من أجل السلاح لصالح جبهة الصمود والتحدي الرافضة لمعاهدة السلام بين مصر و إسرائيل وتبعاً للخبر السابق أنه أثناء وجوده في موسكو عادت للبحث في الداخل وكشفت هذه المرة عن الرائد علي ملاح الذي هرب من السجن قد ألقي عليه القبض في إيحاء إلى أن ما ذكرته سابقا خبرٌ مؤكد (محاولة الانقلاب ). بعدها بأيام قالت الوكالات إن السبب وراء عدم ظهور بومدين هو إصابته بمرضٍ خطير لم تحدده وإن كانت قد وضعت جملةً من الافتراضات لم تثبت بعد ثلاثة أسابيع من القول باختفاء بومدين جاءت الأخبار من باريس لتناقض ما قيل سابقا وهي أن حالة بومدين ليست مثيرةً للقلق ولكنها تحتاج للراحة والعلاج الطويل على يد الأطباء السوفيات بعد هذا بيومين جاء خبر من واشنطن ليؤكد أن الأطباء السوفيات لم يحددوا نوع مرض بومدين الخبر السابق نفسه كذب بطريقة غير مباشرة من مصادر أفريقية لم تحدد حيث ذكرت الوكالات أن بومدين ليس مريضاً وإنما يزور موسكو لطلب المساعدة العسكرية وفي نفس اليوم نشر خبر آخر من باريس يدعي أن بومدين فقد صوته وأنه يعاني من آلام في الحلق خمسة أيام بعد ذلك أعلن خبر في الصحافة المغربية بالرباط عن موت الرئيس بومدين في مصادفة غريبة (هي ان اول من نشر خبر وفاة الرئيس بوتفليقة هي الصحافة المغربية)وبعد اعلان الصحافة المغربية بعشرة ايام اعلن وفاة الرئيس بومدين بتاريخ 27/12/1978 .
وكان جنرالات الحركي قد أخفوا خبر موت الرئيس هواري بومدين حتى لا يكون هناك اي انقلاب عليهم وظلوا يحكمون ويأمرون باسمه حتى تم ترتيب كل شيء ثم أعلنوا خبر موته. كما خططوا لقتل الكثير من الوطنيين كي لا يتولوا الحكم بعد بومدين ومن ثم توجوا انفسهم ملوكا على عرش الجزائر وبدأو بصناعة الرؤساء.