بعد أيام من اغتيال أحد ألهة البلاد الجنرال نزار كشفت مصادرنا عن شهادات خطيرة لأطباء من مستشفى عين النعجة العسكري بشأن التعامل مع عدد من الحالات الطبية لجنرالات ومسؤولين كبار بالدولة تمّ تحويلهم على مدار السنوات القليلة الماضية إلى مستشفى عين النعجة العسكري بسبب تردي حالتهم الطبية في مقرات المخابرات العسكرية واصفين تلك الوقائع بأنها ترقى إلى جرائم الحرب.
وفي هذا الصدد قال طبيب بمستشفى عين النعجة العسكري طالباً عدم الكشف عن هويته إنه أُجبر خلال على إعداد تقارير طبية لمرضى من الجنرالات ومسؤولين كبار بالدولة كان يؤتى بهم إلى المستشفى في حالة صحية متردية خوفا من ضغوط القانونية وإعلامية لأسرهم وكشف اغتيالهم بهدف رسمي وهو توقيع الكشف اللازم عليهم وتقديم الخدمة الطبية لهم لكن الفرق الطبية المعالجة لهؤلاء الجنرالات والمسؤولين كبار بالدولة بحسب المصدر كانت تُجبَر على عدم تقديم تلك الخدمة أمام تهديد من ضباط كبار بالمخابرات العسكرية يتبعون مباشرة للجنرال شنقريحة وروى الطبيب الذي تمكّن من السفر أخيراً إلى الخارج للعمل في فرنسا كيف أنه في إحدى المرات جاء الرئيس السابق للبلاد عبد القادر بن صالح إلى المستشفى في حالة متدهورة وكان يحتاج إلى عملية قسطرة بالقلب إلا أن أحد الضباط أجبره تحت التهديد على كتابة عكس ذلك في التقرير الطبي الخاص بالرئيس قائلاً له “اتركه يموت” مضيفاً في سخرية “إما يموت هو أو تموت أنت” من جهته لفت طبيب آخر تمسك أيضاً بعدم الكشف عن هويته حتى لا يتعرض للملاحقة الأمنية والتنكيل من قبل جهاز المخابرات العسكرية الذي قال أنها تفرض سيطرة كبيرة على كافة المنشآت الطبية الحكومية والجامعية وتعلم بـ”دبّة النملة” فيها على حدّ تعبيره إلى أن موقعه في مستشفى عين النعجة العسكري كان يجعله مشرفاً بدرجة ما على توقيع الكشف الطبي على عدد من قيادات الجيش التابعين بالولاء للمغتال القايد صالج الذين تمّ تحويلهم للمستشفى الذي كان يعمل به وأضاف في حديثه كيف أنه كان متابعاً جيداً للسجال الإعلامي بشأن وضع الحالة الطبية لقيادات الجيش الذين كانوا ينقلون لتوقيع الكشف عليهم وعلى الرغم من معاناة الكثير منهم من أمراض خطيرة ومزمنة إلى جانب تقدمهم في السن ما يستلزم رعاية خاصة والبقاء بالمستشفى إلا أنه كان يفاجأ بعد ذلك ببيانات صادرة عن وزارة الدفاع على لسان مصادر أمنية تؤكد عكس ذلك وأنه تم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم في ضوء التقارير الخاصة بعد توقيع الكشف عليها وأشار المصدر إلى أن عدداً ممن وافتهم المنية من قيادات الجيش كان من بينهم الجنرال عمار بوسيس الجنرال رشيد شواقي الجنرال الهادي عمي الجنرال حسين بن حديد الجنرال رشيد حراث تمّ التلاعب في التقارير الطبية الخاصة بهم لإخلاء ساحة المخابرات العسكرية من تهمة الاغتيال أمام المنظمات الدولية وأكد الطبيب في هذا الصدد أن الهدف الأساسي من نقل جهاز المخابرات العسكرية لجنرالات ومسؤولين كبار بالدولة إلى مستشفى عين النعجة العسكري هو تجنب الضغوط الخارجية عبر إعداد واستصدار تقارير مزيفة بعد إجبار الأطباء وإدارة مستشفى عين النعجة العسكري على ذلك فيما قال طبيب آخر مستذكراً الواقعة الأخيرة وشهيرة لوفاة الجنرال نزار والتي تردد وقعها في وسائل الإعلام كثيراً وبحسب الطبيب إن هذا الجنرال مات للأسف بعد يوم واحد فقط من مجيئه للمستشفى مضيفاً كُلفنا بتوقيع الكشف عليه فور وصوله للمستشفى مكبل اليدين بالأصفاد على الرغم من أن حالته الصحية سيئة للغاية ولا يوجد أي مخاوف من هروبه وتابع كان برفقته أربع ضابط من المخابرات العسكرية وعشرة من المجندين وبعد الكشف عليه أخبرنا الضباط المرافقين له أنه يحتاج إلى إجراء جراحة عاجلة لاستئصال ورم مستطرداً بأن الضباط أبلغوهم أنهم سيرجعون لمسؤولين يتبعوهم قبل اتخاذ أي إجراء واستكمل الطبيب بصوت حزين لأن الواقعة لم تراوح الايام الماضية لحديثه بأن الضباط جاءونا بعد نحو نصف ساعة ليخبرونا برفض التقرير الذي أعدوه والذي يتضمن ضرورة التدخل الجراحي العاجل وقال الضباط بحسب المصدر حرفياً إن “الناس فوق رافضين أرموه في أي غرفة لحد ما يموت” مشيراً إلى أن أحد الأطباء أبدى اعتراضاً أمام الضباط بدعوى أن ذلك يخالف أبسط قواعد وأساسيات الإنسانية على الرغم من أن ذلك الطبيب كان يتبنى موقفاً سياسياً معارضا للمجرم الجنرال نزار وكان ممن يؤيدون محاكته في سويسرا وأوضح الطبيب أن زميله المعترِض واجه تحذيراً شديد اللهجة من الضباط المرافقين للجنرال المريض والذي هدّدوه بقولهم له “نفد الأوامر فقط لكي ترجع عند اسرتك ” وبالفعل تم رمي الجنرال خالد نزار بغرفة قرب مستودع الأموات مع غلقها من طرف الضباط بالسلاسل وأقفال خاصة توجد عند المخابرات العسكرية فقط لكي لا تفتح الغرفة وبعد يوم أرسلت تقرير قلت فيه نظرا للحالة الحرجة للجنرال نزار فأنه في أغلب الظن سيكون قد مات وفعلا بعد رجوع ضباط المخابرات وفتح الغرفة عثر على الجنرال ميت مثل الكلاب المتشردة وتم اعلان وفاته في اليوم الموالي ليلتحق بالجنرال القايد صالح وباقي الجنرالات الذين قتلهم الجنرال شنقريحة.