في واحدة من علميات الاختطاف الأكثر جرءة، و التي تتجاوز الاختطاف التقليدي الذي يترصد الضحايا و يستغل غفلة الأباء لاختطاف الأطفال، فقد قامت عصابة يوم الخميس الماضي، بكل جرءة و شجاعة بتوقيف سيارتهم أمام منزل الضحية و اقتحامه بالقوة تحت التهديد بالسلاح الأبيض لتنفيذ عملية اختطاف الرضيعة “دعاء”، التي تبلغ من العمر أربعة أشهر فقط ، و فصول هذه الجريمة النكراء دارت في بلدية سبعة شيوخ بدائرة الرّمشي غرب ولاية تلمسان، المعروفة بالهدوء.
و حسب مصادر إعلامية، فقد تم اختطاف الرضيعة “دعاء” من حضن والدتها، هذه الأخيرة و رغم شدة صدمتها، إلا أنها استطاعت إبلاغ مصالح الدرك الوطني بمجرد وقوع الاختطاف، لتقوم مصالح الدرك بتفعيل مخطط الطوارئ الخاص باختطاف الأطفال، وبمشاركة مختلف فرق الدرك الوطني ومصالح الشرطة، تم وضع مخطط أمني استعجالي، وتطويق كافة المداخل والمخارج المؤدية من وإلى مدينة الرّمشي.
و أمام شيوع خبر اختطاف الرضيعة، و المحاصرة الأمنية من كل الجهات، اضطر المختطفين إلى وضع الرضيعة المختطفة أمام بوابة مستشفى بلدية الرّمشي، قبل أن يقوموا بالفرار إلى وجهة مجهولة.
و بمجرد العثور على الرضيعة “دعاء” أمام باب المستشفى، أبلغ أحد المواطنين عناصر الحماية المدنية لبلدية الرّمشي التي تنقلت إلى عين المكان على جناح السرعة، حيث تم العثور على الرضيعة في صحة جيدة، وبعد تبليغ المصالح الأمنية، وعرض الرضيعة على والدتها تعرفت عليها، لتباشر مصالح الأمن على الفور في تحقيقاتها، حيث أفاد شهود عيان أن سيدتين ترتديان الجلباب وضعتا الرضيعة أمام المستشفى، قبل أن تختفيا في لمح البصر، فيما ما تزال مختلف المصالح الأمنية بصدد التحقيق من أجل الوصول إلى أفراد هذه العصابة
و أمام هذا الكارثي الذي أصبح يهدد الأطفال و الرضع في بيوتهم و في أحضان أمهاتهم، و أمام تطور ظاهرة اختطاف الأطفال التي اتخذت أبعاد خطيرة مثل حالة الرضيعة “دعاء”، حيث أصبح الاختطاف من داخل البيوت و تحت التهديد بالسلاح، فكيف يمكن أن نخلق الأمن الاجتماعي و العصابات تتسكع بحرية تامة وسط المدن و القرى و الأزقة و حتى داخل البيوت؟