كانت الجدية تكسو ملامح الرئيس تبون وهو يؤكد خلال لقاءاته الصحفية أن الإنجازات التي صُنعت منذ توليه الحكم قبل نحو خمس سنوات تحتاج لأكثر من عشرين عاما لتحقيقها لكن عدم شعور الجزائريين بالإنجازات برره تبون في اللقاءات نفسها بما وصفه بالعمل المضاد والسلبي غير أنه في أخر 10 لقاءات حذر من أصحاب الفتنة الذين يهددون البلاد ويُخفي عنهم إنجازاته فقال خلال أحد لقاءاته الصحفية انه في الجزائر مشاريع ضخمة لا أريد أن أفسح عنها خوفا أهل الشر وأصحاب “كونطر خطة”.
وخلال العامين الماضيين أغرق الجنرالات وكلبهم تبون الجزائريين بدعاية لما سموها مشاريع قومية روّجوا لها باعتبارها ستنتشل البلاد من حالة التدهور الاقتصادي لكن ما تحقق منها لم يؤت ثماره المرجوة فضلا عن أخرى لم تُنفذ من الأساس وتعامل الجنرالات مع زيارات تبون السياحية للعديد من الدول بوصفها إنجازا ضخما واعتبرتها وسائل الإعلام الموالية لهم بأنها بوابة دخول مرحلة الرخاء الاقتصادي وذهب المهرج تبون إلى إعلان وصول قيمة الاتفاقيات الموقعة خلال هذه الزيارات إلى 130 مليار دولار لكن المستقبل كان يحمل واقعا مغايرا إذ لم تنفذ غالبية الاتفاقيات التي لم تكن سوى مذكرات تفاهم كما خسر الدينار أكثر من ربع قيمته أمام الدولار بعد أيام قليلة من زيارة روسيا وليس أدل على فشل هذه الزيارات من سعي النظام للاستدانة من دول مثل الصين وتركيا وروسيا كما ان هذه المشاريع التي أعلن عنها تبون اعتبرها خبراء الاقتصاد مجرد “بهرجة إعلامية” كونها باهظة التكاليف وبسيطة العائد واصفين إياها بـ”السراب” وأضافوا أن نظام الجنرالات يخدّر الشعب بمسكنات اقتصادية تتسبب في ارتفاع التضخم وانهيار الدينار مما يهدد البلاد بالإفلاس في وقت لاحق وقالوا إن الجنرالات ابتعدوا عن تحقيق تنمية حقيقية وتوفير فرص عمل للشباب في مقابل الهرولة وراء مشروعات تفتقر للأولويات وتغرق الأجيال القادمة في الديون.