مؤخرا تفشت ظاهرة الانتحار بالجزائر عبر ربوع الجمهورية بأكملها حيث أصابت كل فئات المجتمع من رجال ونساء وبمختلف الأعمار فالعجوز ينتحر والقاصر ينتحر والذكر ينتحر والأنثى تنتحر والمراهقة تنتحر أو تهرب من منزل والديها تفكك أسري وعائلي خطير موجة من الحزن والكآبة والقلق والاكتئاب ومعها الادمان على المخدرات والجنس تطوف بكل البلاد شرقا وغربا جنوبا وشمالا فالجوع والفقر والدعارة والمخدرات وقبضة العسكر تخنق المواطنين وتتلف أليافهم العصبية في بلدنا لا نشعر بالأمان والسلام الخوف من ظلم الجنرالات الخوف من حرب أهلية وتشرد الاسر والعائلات الخوف من نفاد الثروات الطبيعية والعيش في عصر الظلمات والجوع والعطش كلها أشياء تجعل المواطن يعيش في دوامة الشك والقلق والذعر والاكتئاب مما يجعل الحل الوحيد أمام أغلبية المواطنين هو الانتحار والموت هربا من جحيم الجنرالات…
أقدم شاب في الثلاثينيات من العمر على الانتحار بإضرام النار بجسده بمصلحة الاستعجالات بمستشفى يوسف الدمرجي بمدينة تيارت بحسب شهود عيان فإن الشاب أقدم على سكب كمية من البنزين على جسده قبل أن يضرم النار ليتدخل شقيقه الذي حاول إخماد النار رفقة عدد من المواطنين أين تعرض شقيقه لحروق بأنحاء مختلفة من جسده حيثيات الحادثة بدأت عندما شاهد الشاب شقيقه الآخر بين الحياة والموت بمصلحة الاستعجالات فلم يتمالك نفسه وأقدم على فعلته لكون شقيقه هو الآخر حاول الانتحار بالسقوط من الطابق الثاني من إحدى البنايات بعدما قامت السلطات بطرده هو وأطفاله من مسكنه وعمله بحجة أنه ينتمي لحزب معارض وأنه يروج لإشعال الحراك بين المواطنين من جديد ويعطي مغالطات ومعلومات كاذبة عن الحسابات البنكية للجنرالات وذويهم التي توجد بالجزائر وفي الخارج وبحسب مصدر جمعوي فإن هاتين الحالتين ما هي إلا رقم صغير ضمن العدد الهائل لحالات الانتحار المنتشرة بالبلاد وأن كل ضحية انتحار تحكي لنا عن الوان وأنواع من البؤس والشقاء والظلم والحكرة فمنهم من تعرض للاغتصاب حرفيا في مراكز الشرطة لمجرد الاشتباه به أو لأنه في يوم ما قال أن البلاد فيها الظلم والحكرة والآخر عاش طوال حياته هائما في الأحياء والأزقة متشرد لا يجد من يحن عليه أو يرحمه في بلاد تعوم على الغاز والبترول وأخرى بعدما اغتصبها مشغلها وحملت منه بطفلة ترفض الدولة أن تأخذ لها حقها لأن مشغلها صهر مسئول أمني رفيع بالبلاد لو سردت لك حكاياتهم ودوافعهم للانتحار لعذرتهم وأشفقت عليهم فلك الله يا وطني.