اعتبر خبير إسرائيلي أن دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعني إقبار مشروع حل الدولتين، لأنه قام بتحطيم قدسية هذا الحل كما قام نبي الله إبراهيم بتحطيم أصنام قومه.
البروفيسور إيريه إرداد قال في مقال له منشور على صحيفة معاريف واسعة الإنتشار:” المؤمنون بحل الدولتين، مستعدون لتجريبه مرارا ومرارا رغم ثبات فشله”، مضيفا:” ترامب يفضل الحلول الإقليمية، التي قد يكون بعضها سيئا لإسرائيل، إلا أنه لو كان يقصد دولة فلسطينية على الأراضي الأردنية، أو دولة في سيناء كما اقترح النظام المصري أخيرا، “فلتكن البركة”، مضيفا :” إن الهوس لتقسيم بلاد إسرائيل الغربية إلى دولتين خطة غير عقلانية،. فمنذ التقسيم في 1922، مرورا بـ 1947 وحتى أوسلو وجنيف، تحطمت الفكرة عدة مرات، وفي كل مرة يسقط ضحايا، ومع ذلك لا يزال الكثير يؤمنون بها”.
وتابع المحلل الإسرائيلي :” لقد أيد زعماء الولايات المتحدة في العقود الأخيرة حل الدولتين. وتحت إعلانات التأييد الأمريكية للخطة تنازل زعماء إسرائيل عن خططهم واستسلموا للضغط. وهم أيضا تبنوا، غصبا أو ابتهاجا، الخطة. والآن قام رئيس الولايات المتحدة، وبجرة يد، بشبه هزء، ألغى الخطة: دولتان، واحدة، ما تريدون. لا قدسية. تحطيم هالة القداسة أو الخطة هو خطوة مباركة على الطريق للإعلان عن موتها والبحث في ترتيبات الجنازة”، مضيفا :” إلغاء قدسية “حل الدولتين” يفتح الطريق بالضرورة أمام البحث عن خطط بديلة، واستخدام “العقل السليم”، بدلا من “الإيمان الأعمى”.
هذا وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو لقاء أشادت به كثيرا إدارة ترامب وأيضا الأوساط السياسية والإعلامية الاسرائيلية، خصوصا أن ترامب أبدى إعجابه بدولة إسرائيل واعتبر أن علاقته الحميمة والعائلية مع اليهود ستجعله يعمل بشكل جدي من أجل أمن وسلام إسرائيل.
تقارير صحفية إسرائيلية أكدت أن نتنياهو فاتح ترامب في مسألة نسيان موضوع الدولتين، حيث أراد إقناعه بأن تشكيل دولة عربية فلسطينية أمر لا داعي له، ولن يفيد الولايات المتحدة الأمريكية في أي شيء.
وكان ترامب قد أبدى إعجابه الكبير بالحكومة اليمينية الاسرائيلية مستلهما فكرة بناء حائط بينه وبين المكسيك من الحائط الذي بنته إسرائيل لعزلها عن الفلسطينيين المطالبين بأرضهم.
كما كان ترامب قد وعد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس مكان تل أبيب، من أجل الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيلية، وهو ما بدأ يتراجع عنه معتبرا أن التفكير يجب أن يكون في الطريقة التي من الممكن أن تستفيد منها القضية الاسرائيلية من الإدارة الأمريكية، بدل التهور واتخاذ مجموعة من القرارات قد تضر مصالح إسرائيل أكثر من ماقد تنفعها.
وكان رجال دين يهود قد أعلنوا بشكل واضح أن وصول ترامب إلى سدة الحكم يعني أن الله بعث مخلص اليهود.