قامت صحيفة لوفيغارو الفرنسية بنشر تقرير حول العلاقة بين روسيا بوتين وأمريكا ترامب والتي يظهر أنه لن تستمر في نفس الإيقاع الذي ابتدأت به.
روسيا التي كانت قد سعدت كثيرا بفوز ترامب بالإنتخابات واعتبرت أن ترامب هو قرين فلاديمير بوتين في الصحف، بدأ الشك يتسلل إليها بسبب عدم التفاهم الكامل بين الكريملين وبين قصر الرئيس الأمريكي.
وذكرت الصحيفة :” الحكومة الروسية أصدرت أوامرها للقنوات التلفزيونية، بإيقاف التغطية الإعلامية “المليئة بالتملّق” للرئيس الأمريكي. وعلى الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن لا تزال مستمرة، إلا أن العديد من نقاط الاستفهام تدور في ذهن الشعب الروسي حول الزعيم الأمريكي، الذي تارة يفتح ذراعيه لموسكو، وتارة أخرى ينتقد سياسة سلفه باراك أوباما في التعامل مع مسألة ضم شبه جزيرة القرم”، مضيفة :”في كانون يناير، تم التطرق لاسم الرئيس الأمريكي في الإعلام الروسي 55 ألف مرة أكثر من اسم الرئيس الروسي نفسه. وفي الأثناء، نفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أي رقابة من قبل الحكومة على وسائل الإعلام، دون أن يخفي امتعاضه من هذه الإحصائيات”.
وزادت لوفيغارو :” القناة الأولى الروسية قد قامت بحظر كل المنشورات التي تتعلق بترامب على موقعها الإلكتروني، وذلك على خلفية استقالة مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، المحسوب على روسيا، في 13 من فبراير. علاوة على ذلك، تظاهر ناشطون من الحركة القومية، الأسبوع الماضي، أمام مقر وكالة أنباء “نوفوستي”، للمطالبة بوضع حد لما اعتبروه “تقديسا إعلاميا لترامب”، مؤكدين على أن بوتين يمثل الزعيم الوطني الوحيد في روسيا”،
متابعة :” الإعلامية الروسية، إرادا زينلوفا، في خطاب موجه إلى الرئيس الأمريكي، قالت: “صديقي ترامب، لنكن واقعيين.. إن الحرب ضد الإرهاب هي القاسم المشترك الوحيد بيننا”.
في نفس السياق تابعت لوفيغارو تغطيتها للطريقة التي أصبح بها الإعلام الروسي يدير علاقة بلاده مع الولايات المتحدة حيث قالت :” في محاولة لتفسير التغيرات التي طرأت على الإدارة الأمريكية، برر الرأي العام الروسي هذا التحول الجذري بوجود مؤامرة ديمقراطية تحاك خلف أسوار البيت الأبيض، في المقابل، أعرب الشعب الروسي عن خيبة أمله من واشنطن، إلا أنه لا يزال يؤمن بقدرات ترامب في حل هذه المعضلة”، حيث نقلت رأي بعض المتدخلين الذين قالوا :” أتمنى أن تتم المصالحة بأسرع ما يمكن، ولكنني على يقين بأن ذلك بعيد المنال؛ نظرا لأن هناك العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية يقفون عقبة في وجه تحقيق ذلك، إلا أنني أثق كثيرا في الرئيس ترامب”.
وكان ترامب قد أكد أنه يكن الاحترام الكبير لفلاديمير بوتين، لكن هذا الاحترام يبقى في إطار الإعجاب برغبة الرئيس الروسي في حماية مصالح بلاده وما أسماها بـ “مواقفه الحاسمة ضد الإرهاب”.