في خطوة تؤكد التقارب الكبير الذي تعرفه العلاقات بين النظام العسكري المصري والنظام السوري في القاهرة، وصفت لجنة الشئون العربية في البرلمان المصري بقاء مقعد سوريا شاغرا في مجلس الجامعة العربية بالأمر “غير المقبول” حسب ما أعلنت، ما اعتبره مراقبون أن هذا الأمر يعكس رغبة مصرية جلية في عودة نظام بشار الأسد إلى حضن الجامعة العربية.
هذا التطور جاء بعد إصدار لجنة الشئون العربية بيانا رسميا بعد اجتماع قامت بعقده يوم الإثنين، والذي غلب عليه حسب بعض التقارير الصحف الميل الكبير للنظام السوري، ما يستبق القمة العربية والتي من المقرر التي يتم عقدها في 28 مارس القادم بالأردن.
وأتى هذا الموقف حسب ذات التقارير في تماهي كبير مع موقف عبد الفتاح السيسي الذي أكد أنه لا يعترف بالثورة السورية ولا تهمه الجرائم التي اقترفها النظام السوري في حق ملايين السوريين عبر القتل والاعتقال والتشريد من أجل الحفاظ على كرسي الحكم.
وقالت اللجنة :” البيان يأتي محصلة لمناقشة تطورات الأزمة السورية على الصعيد العسكري، بحسم معركة حلب لصالح النظام السوري وحلفائه، والصعيد السياسي بعقد مؤتمر الأستانة برعاية روسية تركية إيرانية، في غياب عربي كامل، وكذلك مؤتمر جنيف (4) المنتظر عقده في وقت لاحق هذا الشهر، أو الصعيد الإنساني من استمرار معاناة الشعب السوري في مناطق عدة، من نقص أو انعدام الإمدادات الغذائية والطبية، وفي شأن متصل، ما أعلنته موسكو من إعداد مسودة للدستور السوري”، معلقة :”إذا كانت معركة حلب قد تم حسمها، فإن الحرب في مناطق أخرى ما زالت مستمرة، سواء بين الجيش النظامي والمعارضة، أو في الحرب على تنظيم داعش وجبهة النصرة وحلفائهما”.
وتابع البيان الذي طغت فيه مداهنة بشار الأسد :” ما يربط مصر وسوريا من علاقات استراتيجية، وكفاح مشترك عبر التاريخ، فضلا عن وضع مصر العربي الريادي، يفرض عليها ضرورة التدخل بإيجابية وفاعلية في هذا الملف”، مضيفا :” الغياب الكامل لدور جامعة الدور العربية، وبالتالي الدور العربي في الأزمة، مع استمرار مقعد سوريا الشاغر في مجلس الجامعة، لم يعد أمرا مقبولا”.
هذا وشددت اللجنة التي يترأسها اللواء سعد الجمال في بيانها على سيادة ما أسمتها “الجمهورية العربية السورية” واستقلالها وسلامة أراضيها ( في إشارة إلى بشار الاسد ونظامه) مضيفة :” كما انه لا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي السورية مع رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، (في إغفال واضح للتدخل الروسي)، بحيث يقرر السوريون وحدهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية، من خلال صناديق الاقتراع، وامتلاكهم الحق الحصري في اختيار شكل نظامهم السياسي”.
وتحدثت اللجنة عن ما جاء في مؤتمر الاستانة الأخير حيث قالت :” هذا المؤتمر استحضر كل ما نادى به الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة السورية، وأهمها الوقف الفوري لإطلاق النار، والمحافظة على وحدة الأراضي السورية، ودعم الجيش الوطني السوري (تقصد جيش بشار الأسد)، وأن المؤتمر أقر بضرورة التعاون لمكافحة التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والنصرة والقاعدة وأحرار الشام”.