قامت صحفية “دي أتنالنتيك” الناطقة بآللغة الإنجليزية بنشر مقال يتحدث جماعة الاخوان المسلمين ويطرح أسئلة مهمة من قبيل علاقة فكر الجماعة الاسلامية الأشهر في العالم مع الإرهاب حيث قالت الصحيفة :” من المقبول التفكير بالجماعة على أنها سيئة، غير ليبرالية، لكن النقاش حول كونها إرهابية يضع تساؤلات أمام الحقائق في صوب الأيديولوجيا”.
هذا وقال التقرير الذي جاء من أجل استباق قيام الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بتصنيف “الاخوان المسلمون” كجماعة إرهابية :” هل جماعة الإخوان منظمة إرهابية؟ حيث تفكر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف الجماعة من خلال قرار تنفيذي، واعتبارها إرهابية، لكنني أجد صعوبة في الرد على هذا السؤال، فالرد عليه من خلال الحقائق، كما يفعل الباحثون، أمر مهم، لكنه يحيد عن الصواب؛ لأنه يفترض أنه سؤال في المقام الأول يحتاج إلى حقائق”، مضيفا :” لا يوجد في الحقيقة أي باحث في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين يدعم تصنيفها على أنها إرهابية، وأكثر من هذا لا يوجد حجة ومبرر مقنعان لتصنيف الجماعة بأنها إرهابية، على الاقل بحسب المعيار المطلوب، حيث ناقش ويليام ماكانتس وبنجامين وايتس الأمر، وتوصلا إلى نتيجة، وهي أن تصنيف الجماعة بذلك سيكون (غير قانوني)”.
وأشار كاتب التقرير وهو المحرر شادي حميد أن العديد من الأشخاص قد ينظرون للإخوان المسلمين على أنها جماعة سيئة وإرهابية وديكتاتورية وغير ليبرالية، كما أشار في كتاب له عن الجماعة في مصر والأردن منذ ثمانينيات القرن الماضي، والذي قام فيه بتحليل النزعة الشمولية للحركة بالتفصيل، معتبرا انه حتى إيريك تريغر الذي اختلف معه في الموضوع، واتعبر الإخوان “جماعة كراهية” لا يقبل أن يتم تصنيف جماعة الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
وقال الباحث :” سوء الجماعة لا يعني أنها إرهابية أم لا، فالمنظمة الإرهابية، بحسب التعريف، هي تلك التي تطلب من أفرادها القيام بهجمات إرهابية، وهو أمر لا يستطيع أحد ادعاء أن الإخوان المسلمين يقومون بعمله، أشعر بالقلق من خلال تأكيد هذه الحقائق بأن يقوم بعض الخبراء بإضفاء الشرعية عليها، والطرف الآخر الذي لا يعرفها يمكنه الاطلاع على الرؤية الصحيحة عن الإخوان المسلمين، كما أن هذا الطرف يحاول معرفة الحقيقة”.
وعن وضع الجماعة داخل أروقة البيت الأبيض بواشنطن، قال التقرير :” الطرف المرتبط بترامب وأشخاص مثل مدير استراتيجيته ستيفن بانون، يؤمنون بالموقف الأيديولوجي، الذي يتواءم مع الرواية التي تدعو إلى صدام الحضارات، وهو الصدام الذي يضع الغرب أو الثقافة المسيحية اليهودية في مواجهة مع (الإسلام الراديكالي)، وهو مصطلح غريب، لا يضم فقط المتطرفين، لكن الإسلاميين كلهم، بل وحتى المسلمين كلهم”، متابعا :” معسكر بانون ارتبط بالرؤية التي كانت تدور على هامش اليمين المتطرف، التي اتهمت مسلمي أمريكا بأنهم (طابور خامس)، الذين يحاولون فرض الشريعة على مواطنيهم الأمريكيين، وأشار بانون في مخطط لفيلم إلى أن هناك مساعدين للراديكالية الإسلامية، مثل صحيفتي (نيويورك تايمز) و(واشنطن بوست)، والمجتمع اليهودي الأمريكي وحتى وزارة الخارجية”.