من حين لآخر أسأل نفسي اين درس وزرائنا ومسؤولينا ومن أين أخذوا هذا العلم الغزير في فن التسيير وتدبير شؤون البلاد و أدب المعاملات الدبلوماسية فعلا مستوى منحط وجد رديء لا من حيث تدبير الأزمات او حتى محاولة عقد صفقات وجلب مستثمرين والدليل على دلك خرجة مسؤول بحجم وزير التجارة وترقية الصادرات المدعو كمال زريق امام المسؤول الإفريقي يتحدث مع مسؤول دبلوماسي بغطرسة و كبرياء كأن الرجل سيصدر إليه الاوكسجين وليس كمية من أرجل الدجاج الفاسدة وبعض عجلات السيارات المنفوخة بالهواء لأننا في الواقع ليس لدينا ما نصدره إن كنا نحن كمواطنين لا نجد شيئا جيدا نأكله عندنا أو نشربه فما بالك لأن نصدر للخارج.
المسؤولين الفاسدين لا يرون واقعنا المرير و لا يعطون لأنفسهم الفرصة لسماع شكوانا و آلامنا فإن تحدثنا عن جودة ما نصنع فحدث ولا حرج فالحليب مثلا وهو أبسط مادة يمكن تصنيعها فبتوصية من عمي تبون يصنع لنا بالماء وببذرة الحليب أي أن الحليب الذي نشربه لا علاقة له بالحليب إلا الاسم أما الخبز الدي نأكله فجله مستورد من تونس فأزمة نقص القمح مازالت تعصف بنا وأما اللحوم الحمراء فإننا نأكل الجيفة من لحوم الحمير والبغال والكلاب فماذا يريد ان يصدر هذا المعتوه لإفريقيا وهو يتباهى بأننا نصدر لأمريكا وأروبا في قمة الكذب و التزوير ففي آخر خرجة لأفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني تم حجز 100 قنطار من أحشاء الدجاج الفاسدة موجهة للاستهلاك البشري مع توقيف مشتبه فيه يبلغ من العمر 30 سنة وحسب بيان المجموعة الإقليمية للدرك فإنه عثر على الكمية المذكورة داخل ثلاجات تنعدم فيها أدنى شروط النظافة وأكد الطبيب البيطري أن تلك البضاعة فاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري فماذا تريد أن تصدر لأفريقيا يا معتوه وأنت تأكل من سلة أروبا وتشرب من أنهارها وتعيف أكلنا وشربنا فعلا إن لم تستحيي فصدر ما شئت.